كثرت التساؤلات حول وصول نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية السابق لشؤون الشرق الاوسط ريشارد جونز الى لبنان لتسلم مهام السفير ديفيد هيل الذي غادر نهائيا بعد تعيينه في باكستان، وبالتالي السؤال هل لعودة جونز الى لبنان علاقة بالاستحقاق الرئاسي او بالتحضير لتسوية معينة تنتج رئيسا وهو العليم في شؤون المنطقة وعلى وجه الخصوص الملف اللبناني لا سيما انه كان في السابق ضمن الطاقم الديبلوماسي الاميركي ايام الحرب وعلى معرفة وثيقة بكل التفاصيل اللبنانية؟
هنا تشير اوساط ديبلوماسية مطلعة الى ان تسلم جونز موقع السفير بالوكالة لا علاقة له بانتخاب رئيس للجمهورية او انه يحمل كلمة السر من ادارة بلاده لتزكية هذا المرشح او ذاك بل ثمة معلومات وثيقة تشير الى ان الاشهر القليلة المقبلة ستكون عاصفة اقليميا ولبنان من الدول التي ستتأثر بما يجري في المنطقة وتحديدا من خلال الحرب السورية حيث تداعياتها على الساحة المحلية لا تحصى على كل المستويات وهناك قلق اميركي ودولي على هذا البلد في ظل الانقسامات التي يعانيها بين مكوناتها السياسية لا بل ثمة شرخ مذهبي وطائفي ووجود اكثر من جهاز اقليمي وامني واستخباراتي متواجدين على الارض اللبنانية الى منظمات ارهابية وتكفيرية وقوى محلية وغيرها من المسلحين ما يعني ان هذه الاهتزازات المتوقعة في الاشهر المقبلة جراء حروب المنطقة والتحولات التي ستحصل في سوريا فكل ذلك يستدعي تدخلا من الدول الفاعلة والقادرة للامساك باستقرار لبنان الذي يعني الكثير في هذه المرحلة ان للولايات المتحدة الاميركية او لمعظم عواصم القرار.
وعلى هذا الاساس تضيف الاوساط هناك قرار دولي واميركي خاصة من اجل دعم الجيش اللبناني وتسليحه الى سائر القوى الامنية اضافة ان المجتمع الدولي منهمك في ما يجري في سوريا.
من هذا المنطلق فان تكليف جونز في هذه المهمة لم يأت عن عبث تقول الاوساط وخصوصا انه تم تعيين سفيرة جديدة للولايات المتحدة خلفا لهيل ولكن خبرة الديبلوماسي العريق لقضايا الشرق الاوسط ولبنان السفير جونز دفعت بالادارة الاميركية الى متابعة ومواكبة الشأن اللبناني بشكل وثيق ومن قبل رجل يتمتع بقدرة على هذه المتابعة باعتبار اذا اهتز الوضع في لبنان ربطا بنيران الحرب السورية ودخولها الى الساحة اللبنانية فعندئذ لا يمكن لجم الوضع لان التجارب السياسية والديبلوماسية والعسكرية مع الازمات اللبنانية والحروب التي عاشها كانت صعبة ومعقدة لجملة اعتبارات اقليمية ولبنانية دولية.
لذا تختم الاوساط الديبلوماسية مشيرة الى ان جونز سيتطرق ويبحث في الموضوع الرئاسي انما من منطلقات التمنيات وليس الاولويات بل سيكون على مقربة من التطورات في سوريا والمنطقة وعلى تواصل مع سائر الزعامات والقيادات والاحزاب اللبنانية من اجل الامساك بزمام الامور وخصوصا الاستقرار الذي هو على اجندة واشنطن والعواصم الغربية والاقليمية وبعدها لكل حادث حديث بشأن الانتخابات الرئاسية عندما تتوضح معالم صورة الحرب السورية والمسار الاقليمي بشكل عام.