IMLebanon

لهذه الأسباب لبنان يعيش أيّاماً مصيريّة؟!

 

في خضم النشاط الانتخابي المحموم، مثل تشكيل اللوائح واطلاقها «بطبل وزمر» وخطاب عالي النبرة، واتهامات على الشمال واليمين، وتدهور العلاقات بين رموز وقيادات كانت سابقاً مثل «اللحم على الظفر». هناك ثابتة يتم تداولها في الوسطين السياسي والاعلامي تفيد بأن المرشح الوحيد للانتخابات في ظل نظام النسبية المعمول به اليوم، الذي ضمن نجاحه كنائب وضمن نجاحه كرئيس للمجلس النيابي، هو نبيه بري، الذي بدأ الجميع تقريباً يعلنون نيّتهم بتجديد ولايته رئيساً للمجلس لمدة اربع سنوات جديدة، ردّاً على تصريح للنائب وليد جنبلاط بأن التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل يعملان على تطويق برّي لاضعافه واسقاطه في معركة رئاسة المجلس، وفي حين نفى سعد الحريري هذه التهمة، الاّ انه اعترف بأن علاقته مع جنبلاط كانت دائماً «يا طالعة يا نازلة» وهي غير راسية على موقف محدد، الاّ انه وصف علاقته برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بأنها «ممتازة» وسبق واتصل به مهنئاً بعيد الفصح، وان اللقاء بينهما سيتم قريباً.

هذه الاوضاع المربكة والمرتبكة، تطبع في شكل نافر الوضع الانتخابي المحموم، الذي انتجه النظام النسبي الغريب العجيب، ودفع بجميع الاحزاب والتيارات والشخصيات الى التدافع والتزاحم على تأمين «المنّ والسلوى» عنيت بهما «الحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي» وهما كانا السبب المباشر للاطاحة بالصداقات والتحالفات والمبادئ عند أكثرية المنغمسين بالمعركة الانتخابية، باستثناء قلّة قررت المحافظة على مبادئها وثوابتها، والتزمت بها ترشحاً وتحالفاً بمعزل عن الربح والخسارة، بعد 32 يوماً ستكون الحدّ الفاصل بين ما قبل السادس من أيار 2018، وما بعده، وبضوء نتائج هذا اليوم المفصلي، تظهر تباعاً صورة لبنان الغد في التحالفات والخصومات والمواقف التي يتفق الجميع بأنها سترسم صورة وهوية رئيس الجمهورية المقبل في العام 2022.

* * * *

هناك وضعان مؤثران يواكبان هذه الانتخابات، الأول مدمّر إن تَنَفّذ والثاني كارثي إن فشل.

كان لافتاً قبل شهر من الانتخابات النيابية، ان يطلق رئيس اركان الجيش الاسرائيلي غادي ايزلكوت، تهديده بأن الحرب واقعة لا محالة في العام 2018 بين اسرائيل وحزب الله، وان الآلة العسكرية الاسرائيلية ستدمّر جميع مواقع ومراكز الحزب من بيروت حتى الحدود الجنوبية مع اسرائيل، وأن مشاهد الدمار ستكون فوق الوصف، والسؤال لماذا التهديدات اليوم على أبواب انتخابات تطلبها جميع الدول، وعلى ابواب فصل الصيف الذي ينتظره اللبنانيون رافعة اكيدة لاقتصادهم، وهل هي للتهويل والتخويف، او قرار اتخذ وتبقى ساعة الصفر.

الوضع الثاني المترافق مع الانتخابات ومع التهديدات الاسرائيلية، هو مؤتمر «سيدر -1» الذي تعوّل عليه الدولة اللبنانية ان يكون خشبة الانقاذ للوضعين الاقتصادي والاجتماعي، حيث يؤكد رئيس الحكومة انه سيؤمّن 900 الف فرصة عمل توقف البطالة في لبنان، وتوقف هجرة الشباب، وتحوّل لبنان الى ورشة كبيرة في البنى التحتية وغيرها لسنوات عديدة مقبلة، وهل هي صدفة ان يترافق هذا المؤتمر مع تهديدات اسرائيل التي كانت دائماً تغتنم الفرص لتعميق مشاكله ونسف استقراره؟

باختصار في كلمات… لبنان يعيش أياماً مصيرية.