IMLebanon

لهذه الأسباب لا يبصم السّنة على ترشيح عون للرئاسة..

لا يوجد سبب واحد يدفع الطائفة السنية في لبنان الى التوقيع على تولي النائب ميشال عون سدة الرئاسة الأولى، لكن هنالك أسباباً وأسباباً تدفعها الى عدم التوقيع، وعلى رؤوس الأشهاد، فتاريخ عون الأسود مع السّنة طويل يبدأ منذ نهايات الحرب الأهلية ولا ينتهي، وربما لن ينتهي يوماً، وإذْ كنا في هذه السطور سنعدد أبرز محطات هذا التاريخ، فاننا لا نهدف الى نكء الجراح، انما الى التوضيح لكل من يعنيهم الامر.

البداية ممَّا يعرف بمجزرة الاونيسكو والتي يُتهم عون بأنه نفذها قبيل الثامنة من صباح الرابع عشر من آذار عام 1989 والتي أدت الى استشهاد العشرات، اذ أن وقت العملية كان خلال تنقل المواطنين وذهابهم الى مدارسهم وجامعاتهم وأماكن عملهم.

.. وبعد هروب عون الى منفاه الباريسي، لم تخلُ تصريحاته من التهجم على زعماء الطائفة السنية واتهامهم بأبشع الاتهامات، وإثر العودة التي أتت – بحسب كثيرين- نتيجة صفقة بين الجنرال ونظام بشار الأسد على حساب دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، كرت السبحة. ولعل أبرز تعبير عن عداء رئيس تكتل التغيير والاصلاح لأبناء الطائفة السنية، ما كشفه موقع «ويكيليكس» من أن عون شبّه السّنة بالحيوانات.

ومن أبرز محطات العداء، التنكر للرابع عشر من آذار عام 2005 الذي سهل الطريق أمام عون للعودة الى لبنان بعد خمسة عشر عاما من التنزه في ربوع فرنسا، على الرغم من التفافاته وصفقاته، وقد ترسخ هذا التنكر بتوقيع ورقة تفاهم مع «حزب الله» عام 2006 وارتمائه نهائياً بأحضان المشروع الفارسي المعادي للعرب وللسّنة على وجه التحديد، وهنا يتأكد المشككون بأن عون عاد بصفقة مع الأسد وحلفائه.

وبعد انقسام اللبنانيين بين معسكري قوى الثامن والرابع عشر من آذار، تقدم عون المتهجمين على كل من ينتسب الى الطائفة السنية من سياسيين وأمنيين وقضائيين ولم يسلم من لسانه حتى موظفو الفئة الأولى من الطائفة.

واذا كان الرئيس فؤاد السنيورة قد تصدر قائمة من وجه اليهم عون سهامه، فان التعدي اللفظي على الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قد شكل عنواناً لخطابات عون الذي «قطع» للرئيس سعد الحريري «One  way ticket».

جنرال الرابية نفسه، الذي استضاف عام 2011 ثلث الحكومة زائداً واحداً في منزله، حيث أُعلن الانقلاب على زعيم الطائفة السنية سعد الحريري وهو يقابل الرئيس باراك أوباما في واشنطن، فقيل آنذاك ان أوباما يستقبل رئيس الحكومة السابق.

والجنرال نفسه، الذي سمّى لاحقاً الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة «حزب الله» وانتزع منه عشرة وزراء نكاية بالحريري، وكانت مكافأة عون لميقاتي، تعطيل مسار حكومته وابتزازه بشكل شبه يومي والتهجم عليه، والحق يقال: حتى ميقاتي لم يستسغه عون.

والآن يتعرض رئيس مجلس الوزراء تمام سلام لحملات عون ووزرائه، من دون نسيان أن الرئيس السابق للتيار الوطني الحر أي عون قد توعد اللواء الشهيد وسام الحسن بالقتل عبر كلامه:«اللي بدق بالتوتر العالي بيتفحم»، كما شن ويشن هجومات عدة وتهديدات بحق الوزير أشرف ريفي ومدير عام قوى الأمن الداخلي ورئيس شعبة المعلومات وبحق مدعي عام التمييز السابق والحالي، وأبرز كلام له بحق القاضي سعيد ميرزا:«ينقبر يحقق»، هذا فضلا عن تهديد عون لوسائل اعلام تيار المستقبل بالحرق، وعن أن شاشته التلفزيونية ومعها كل وسائله الاعلامية، لا تنفك تكيل الاتهامات وتصف السّنة بالداعشيين، الى أن ظهر يوماً على «الأوتي في» وئام وهاب، متهجماً على المرأة المنقبة في أبشع تصريح عنصري له من دون تحريك ساكن من المحطة.

وعلى سيرة العنصرية، فتتجلى بأبهى حللها، مع هجوم عون على دول الخليج واللاجئين الفلسطينيين والسوريين والتنبؤ كل ثلاثاء لانتهاء الثورة السورية بشكل استفزازي، وهو غير مستعد اليوم لادانة الارهابي ميشال سماحة الذي هدد بقتل مفتين ونواب وشخصيات ومواطنين.

.. وبعد.. فيسألونك: لماذا لا ينتخب السّنة عون رئيساً للجمهورية؟؟