من يمنع تشغيل مطار القليعات ؟
من هي الجهة السياسية التي لا تجد مصلحة في تشغيل مطار فقط لانه في عكار شمال لبنان ؟
وهل اسباب عدم تشغيله تقنية ام سياسية بامتياز؟
تساؤلات عديدة يطرحها الشماليون واهل عكارخاصة وفي مخيلتهم ان حكومات الحريري المتعاقبة تتحمل المسؤولية الاولى عن كل ما اعترض مشروع تشغيل مطار القليعات لعدة اسباب:
اولا لان حكومات الحريري لم تحمل هاجس تشغيل مطار في اقصى عكار من شأنه استقطاب الحركة الاقتصادية بكل جوانبها مما قد يؤثر على مركزية الاقتصاد والحركة التجارية في بيروت.
ثانيا لان تشغيل مطار القليعات من شأنه ان يوفر فرص عمل لاكثر من عشرين الف من ابناء عكار والشمال مما ينعكس على قدرة تيارات سياسية استغلال حاجة الشباب الى العمل وينعكس على ولائهم السياسي.
قضية مطار القليعات تحولت الى مطلب شعبي عكاري ملح، بل اصبح مادة يومية لتصريحات سياسيين وقيادات وفاعليات خاصة عشية الاستحقاق الانتخابي فبات بندا رئيسا في اي برنامج انتخابي.
غير ان الحراك المدني العكاري الذي دعا الى مهرجان شعبي صباح الاحد المقبل لرفع سقف المطالبة بانماء وتشغيل مطار القليعات قد اخرج قضية المطار من دوامة المساومات السياسية بوضع يد المجتمع المدني على هذا الملف الدقيق الحساسية باعتباره مطلب شعبي عكاري شامل وان المرحلة الحالية والمقبلة باتت تستدعي تشغيل المطار لا سيما وان لبنان يحتاج الى مطار رديف على غرار دول العالم التي انشأت اكثر من مطار.
حسب مصدر عكاري ان الاحد المقبل سيكون محطة مفصلية في الحراك المدني المتواصل منذ اكثر من اربع سنوات للمطالبة بتشغيل مطار القليعات وتحويله الى مطار مدني – تجاري لعدة اسباب:
اولا – لانه يحقق الانماء المتوازن من خلال منطقة حرة تتصل بمنطقة طرابلس الاقتصادية ويتيح انشطة اقتصادية مختلفة (تجارة، صناعة، سياحة) في شمال لبنان وكانت دراسة وضعتها وزارة الأشغال العامة لحظت أن مشروع التطوير في القليعات، يوفر نمواً في مجالات التجارة والزراعة والصناعة والسياحة للبنان ولمنطقة عكار والشمال بشكل خاص.
ثانيا – يستطيع توفير أنشطة سياحية ورياضية والجمع بين الرياضة الساحلية والشتوية في المنطقة (الأرز والبحر المتوسط) نظرا لقرب المشروع من أماكن سياحية وأثرية مهمة وموقعه المباشر على ساحل البحر المتوسط بواجهة ساحلية تصل إلى طرابلس مع إمكان ربطه بخط سكة الحديد طرابلس – العبودية ـ حمص، يستطيع أن يحوّله إلى أكثر المطارات سلامة في العالم.!
ثالثا – يوفر فرص عمل في المرحلة الاولى تقارب 6 آلاف فرصة وفي المرحلة الثانية تناهز العشرين ألف فرصة عمل في سنة 2018.
رابعا – تفعيل وسائل النقل وخفض التكلفة ورفع مستوى القدرة التنافسية، وإشراك القطاع الخاص في مشاريع ذات أولوية للدولة.
اضافة الى ذلك فان موقع مطار القليعات وسط سهل عكار في بلدة القليعات مناسب لحركة هبوط واقلاع الطائرات المتنوعة دون ان يعيق هذه الحركة التقلبات المناخية عدا عن قدرة الطائرات الهبوط دون موجه.
تعود ملكية المطار في الاساس أساساً إلى شركة نفط العراق ثم تسلمته الدولة اللبنانية من الشركة، وبدأت بتطويره وتأهيله كمطار عسكري بموجب معاهدة الدفاع العربي المشترك بعد حرب 1967. يبعد المطار 105 كيلومترات شمال العاصمة بيروت، و25 كيلومتراً شمال مدينة طرابلس. كما يبعد 7 كيلومترات عن الحدود السورية اللبنانية شمالاً، وبمساحة تقريبية تبلغ 5.5 ملايين م. ويعتبر أخصائيون وتقنيون أن موقع مطار القليعات أهم بكثير من موقع مطار بيروت الدولي، لعدم تعرضه للعواصف التي قد تؤثر على حركته، كذلك لم تنشأ في محيطه الأبنية التي تعوق حركة الطيران، علماً أنه مجهز برادار G.G.A يتيح للطائرة الهبوط في أسوأ الأحوال الجوية. وهو مجهز بمدرج طوله 3200 متر وقابل لتطويره إلى 4000 ، وعرضه 60 متراً،Taxi Way بطول 3200 متر مواز للمدرج.
وتتوفر في المطار تجهيزاته بنائية ومستودعات للوقود وهنغارات للصيانة وقطع الغيار وأجهزة اتصال ورادار. وخلال استعماله إبان الأحداث اللبنانية، لاستقبال الركاب من وإلى مطار بيروت كمطار مدني،زيدت عليه بعض التجهيزات الضرورية كقاعة استقبال المسافرين و«كافيتيريا» وغرف مكاتب لتأشيرات الدخول والخروج وجميع مستلزمات المطار المدني، وبقي بحاجة إلى الإنارة لحركة الهبوط الليلي وأجهزة الرصد الجوي والمراقبة.
لجأت الدولة إلى مطار القليعات في أواخر الثمانينات كمطار مدني بعدما تعذر التواصل بين العاصمة وشمال لبنان. فتم تجهيزه بما يؤهله لاستقبال المسافرين وشهد حركة هبوط وإقلاع ناشطة بافتتاح أول خط جوي داخل الأراضي اللبنانية.
وكانت الطائرة الأولى التي استخدمت في المرحلة الأولى من نوع بوينغ 720 تابعة لطيران الشرق الأوسط ناقلة 16 راكباً من الشمال إلى العاصمة اللبنانية. ثم سيّرت شركة -الميدل إيست- ثلاث رحلات أسبوعياً، وزادتها في ما بعد بمعدل رحلتين يومياً، وحددت سعر التذكرة آنذاك ذهاباً وإياباً بـ 28 ألف ليرة للدرجة الأولى، و20 ألف ليرة للدرجة السياحية. وقُدرت حينها أعداد المسافرين الذين استخدموا مطار القليعات بنحو 300 راكب يومياً.
وازدادت أهمية هذا المطار عندما أصبح مسرحاً لانتخاب رينيه معوض رئيساً للجمهورية في 5 تشرين الثاني 1989 حيث شهد المطار هبوط طائرة بوينغ 707، مما عزز جدارة هذا المطار في استقبال طائرات ضخمة. وبعد استشهاد الرئيس معوض غداة عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني 1989 قرر مجلس الوزراء تسمية المطار باسمه، وظلت الرحلات الداخلية سارية حتى أواخر العام 1991. وتشير دراسة وضعتها المؤسسة العامة لتشجيع الإستثمارات في لبنان «إيدال» عام 1999.
وكانت لجنة الأشغال أوصت في نيسان 2006، بضرورة الإسراع باستملاك الأراضي الإضافية اللازمة لمطار القليعات. كما أوصت اللجنة في آب 2008، بضرورة الإسراع بإصدار المراسيم اللازمة المتعلقة بالمطار، ترجمة لقرار مجلس الوزراء بتاريخ 7/12/1989 .