عادت العلاقة بين رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط والعماد ميشال عون الى المربع الاول من الخلافات والحملات التي يشنها بعض قياديي «التيار الوطني الحر» على النائب جنبلاط بسبب مشروع القانون الذي وقعه نواب اللقاء الديموقراطي للطعن بقانون استعادة الجنسية، مع الاشارة الى ان هذه العلاقة شهدت تقدماً قبل الشروع في طرح التسوية الرئاسية، وبالتالي ترشيح سيد المختارة للنائب سليمان فرنجية، اذ لأول مرة آنذاك ومنذ حوالى الشهر والنصف، وخلال احتفال لـ«التيار الوطني الحر»، اشاد عون بالانفتاح الجنبلاطي ومواقفه لناحية ضرورة الاخذ بالمطالب العونية، اذ سعى يومها الى تسويق العميد شامل روكز لقيادة الجيش.
أما الآن فتتهم اوساط مقربة من العماد عون زعيم المختارة بأنه وراء مشروع ترشيح فرنجية وقام بدعم من القائم بأعمال السفارة الأميركية ريتشارد جونز، بدعم هذا الترشيح ومشى به مع الرئيس سعد الحريري، كذلك ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وخلال وجوده في باريس يوم التقى بالرئيس الحريري زار قصر الايليزيه واجتمع مطولاً بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، متمنياً عليه ان يحادث النائب فرنجية لما لذلك من دلالة دولية لتأمين الغطاء الدولي لهذا الترشيح.
من هذا المنطلق، طلب بعض قياديي التيار العوني بانزال الحرم الكنسي بحق النواب المسيحيين الموارنة في «اللقاء الديموقراطي» اي النواب فؤاد السعد، هنري حلو وايلي عون، على خلفية توقيعهم على الطعن بمشروع قانون استعادة الجنسية.
وفي هذا الاطار، تقول معلومات وثيقة عن اوساط سياسية على صداقة مع النائب جنبلاط، بأن زعيم المختارة اراد من الطعن بقانون الجنسية الرد على «التيار الوطني الحر» المناهض للتسوية ولرفض ترشيح فرنجية، وايضاً على الحملات التي استهدفته منذ اطلاق التسوية، وهذا ما ازعج جنبلاط ومحازبيه وانصاره لما تناولته وسائل التواصل الاجتماعي من عبارات حملت عناوين مذهبية وطائفية وعنصرية، وهنا ثمة اجواء تفيد بأن رئيس «اللقاء الديموقراطي» اتصل بالنواب الموارنة في اللقاء، طالباً منهم عدم الرد او التحدث لوسائل الاعلام حول ما تعرضوا له من اهانات وانزال الحرم الكنسية بحقهم.
وفي هذا الصدد تقول المعلومات ان بعض المقربين والاصدقاء المشتركين لكل من العماد عون والنائب جنبلاط دخلوا على الخط للتهدئة كي لا تستباح الامور وتعود العلاقة الى مراحل الخلافات والتجاذبات السياسية، وعليه ينقل عن العماد عون انه لم يعلم بما قام به بعض مسؤولي التيار بصدد الحرم الكنسي، وذلك عمل فردي، وقد اوضح هذا الامر للصديق المشترك له ولجنبلاط، بينما توسّع رئيس الحزب التقدمي في اتصالاته مع قياديي حزبه طالباً منهم التدخل لوقف الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويبقى أخيراً، ان هذه العلاقة من الطبيعي انها اهتزت، لا سيما وان النائب جنبلاط متمسك بترشيح النائب فرنجية وقد تتبلور كل الامور الى مسار علاقة الرابية بالمختارة ومستقبلها في مرحلة ليست ببعيدة، وقد يكون قانون الانتخاب ساحة المعركة الاساسية السياسية بين الطرفين اللدودين، حيث بات واضحاً ان لا كيمياء تربط بينهما لا ماضياً ولا حاضراً.