IMLebanon

لهذه الأسباب لن تردّ الجمهوريّة الإسلاميّة عبر البوابة اللبنانيّة

تتقدم التطورات اليمنية، هذه الايام على الملفات الداخلية اللبنانية، مع قرار انتقال الحلف الاسلامي – العربي، الذي تمخضت عنه القمم التي شهدتها المملكة العربية السعودية منذ اسابيع، الى العمل الميداني، المحصور ببعده الجوي والبحري حتى الساعة، في مقابل المعلومات المتواترة من واشنطن وبحسب مصادر في 14 آذار، عن وصول قوات من الحرس الثوري الايراني بقيادة العميد قاسم سليماني، الى صنعاء لتقديم الدعم للحوثيين، في مؤشر مقلق على امكانية الاحتكاك المباشر بين طهران والرياض، على وقع نار المفاوضات النووية العالقة عند نقطة العقوبات وآلية الرقابة على المنشآت الايرانية.

ففيما تترقب الساحة الداخلية اللبنانية تداعيات «البركان» اليمني الاقليمية وانعكاسها على الساحة اللبنانية، بعد الكلام الواضح الذي افتتح فيه امين عام حزب السيد حسن نصرالله الرد على الرياض، ومسارعة الرئيس سعد الحريري للرد تغريدا، في انعكاس لانقسام المواقف بين فريقي الرابع عشر من آذار المتحمس للخطوة آملا تمددها باتجاه سوريا، والثامن من آذار المهدد «للعدوان السعودي» يحضر لبنان في القمة العربية شاهدا لم ير شيئاً عملا بسياسة النأي بالنفس.

الا ان الملفات اللبنانية، وفي طليعتها ملف انتخاب رئيس للجمهورية، الذي كان حتى الامس القريب مربوطاً ارتباطاً وثيقاً بكباش الملف النووي الايراني، اصبحت اكثر تعقيدا مع انتقال المبارزة الخليجية – الايرانية من دائرة المواقف التصعيدية الى المواجهة الميدانية، التي ستؤدي دوراً فاعلاً في بت مصير الازمات العالقة عند عقدة العلاقات السعودية – الايرانية.

ومما لا شك فيه وفق المصادر نفسها، فإن عملية «عاصفة الحزم» المباركة اميركياً وروسياً، ستترك انعكاساتها السلبية على الازمات اللبنانية المفتوحة على كل الاحتمالات، في ظل محاولات اعادة التوازن الى الساحة الاقليمية، تبعا لذلك، تبدي المصادر قلقاً نسبياً على مصير الملفات السياسية، مستبعدة اي انعكاسات امنية في الداخل، خلافاً للتوقعات نتيجة عوامل عديدة، اولها، المظلة الدولية الواقية التي اعيد ترميمها، ثانيها ادراك حزب الله ومن خلفه طهرانعدم صلاحية المسرح اللبناني لأي رد، لما قد يسببه من استنزاف وانكشاف للحزب امام الجماعات الاصولية من «نصرة» و«داعش» في حال قرر القيام بـ7 أيار جديد، في ظل «الانكماش» الذي يعيشه تحسبا من الاخطار الارهابية، ثالثاً ان اي تصعيد لن يتعدى في اقصى حالاته تعليق المشاركة في الحكومة كرسالة ضغط لا اكثر تقول المصادر في 14 آذار، في ظل مواكبة المسلسل الحواري الطويل ووصفت المصادر كلام السيد نصرالله بأنه من باب تسجيل الموقف، وتخوفت من ان تكون لتلك المواقف تداعيات سلبية اضافية على لبنانيي الخليج.

في هذا الاطار، طمأنت المصادر الى استمرار الحوار بين المستقبل والحزب، وقرب الانتقال خلال الايام المقبلة، الى المرحلة الثانية من الحوار العوني – القواتي، تحت السقف المحدد سابقا، رغم جزم المصادر بأن ما قبل «عاصفة الحزم» لن يكون حكماً كما بعده، في ظل القرار السعودي المباشر بوقف التمدد الايراني باتجاه مناطق استراتيجية، مع تكرار طهران لتخطيها الخطوط الحمر والقواعد التي حكمت اللعبة منذ احداث لبنان عام 2008، ومجاهرة القيادات الايرانية بسيطرة الجمهورية الاسلامية على اربع عواصم عربية، محذرة في هذا الاطار، القوى المنضوية تحت راية «الممانعة» من اي خطوة ناقصة نتيجة رهانها على التفكك العربي واستمالة واشنطن الى طهران من بوابة مواجهة الارهاب، الذي يشكل اليمن احد معاقله الاساسية في جزيرة العرب، ناصحة بالنأي عن النفس امام الاصرار على المواجهة الذي ستترجمه قرارات القمة العربية الاستثنائية المنعقدة في شرم الشيخ، محذرة من الرهانات الخاطئة، في توصيف ما يحصل في اليمن بعد «الزحطة الايرانية» في استعجال تجميع طهران «لأوراقها الأمنية»، على انه احدى محطات المناورة السياسية في اللعبة النووية الدولية التي تحتاج الى توظيف كل الاوراق المتاحة لممارسة الضغط وتحصيل اكبر قدر من المكاسب، مشيرة الى ان اللغط الذي اثاره كلام الوزير كيري حول الرئيس الاسد والرد السوري الذي تلاه توضيح اميركي، مرتبطاً الى حد كبير بالمجريات والتداعيات الجارية المتسارعة.

وسط تساؤلات واسعة عن مدى استعداد الجانبين السعودي والايراني للمضي قدما في المواجهة المفوحة وربما المباشرة، تستمر العمليات الجوية لـ«عاصفة الحزم» مع تزايد الحديث عن استعدادات بحرية وبرية لتأمين الشريط الساحل ومنع وصول «انصار الله» الى سواحل خليج عدن وتهديد الملاحة البحرية اليمنية، مع اشارات التقارير الى تنفيذ وحدات سعودية ومصرية خاصة عمليات انزال في اكثر من موقع، بحسب تقارير دبلوماسية عديدة.