IMLebanon

اما لهذا الليل الطويل من آخر؟  

 

يعيش لبنان فصلا جديدا من فصول ازماته المتلاحقه  والمتراكمة والمتعددة العناوين والمضامين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا بل ووطنيا.. وهي ازمات تهدد بنيته وتركيبته السياسية والوطنية … وهي وان غابت لسنة او اكثر فهي تعود من جديد، ما يعني، ان لا حلول لهذه الازمات…

 

قد لا يكون من المبالغة القول، ان علّة العلل في لبنان هي في هذا النطام الطائفي – المذهبي، الممسوك من المقتدرين ماليا وسلطويا والمدعومين من اوسع شبكة من »رجال الدين« ومن دول الخارج على تنوعها وتعددها…

اللافت ان هذا النظام، الذي ما ان يضعف ويصل الى درجة الانهيار حتى يأتي من يمده بالمصل الضروري لتجديد شخصيته، وليحقق درجة كبيرة من المناعة امام العقاقير الوطنية، اللاطائفية واللامذهبية…

يسكت هؤلاء اسابيع واشهرا، ثم يعود الى ما كانوا عليه، بعدما  يكتشفوا  ان »شعبيتهم« تراجعت، وان مزاحميهم في البيئة الطائفية والمذهبية عينها تقدموا، او كادوا يتقدمون عليهم، واخذوا من طريقهم ما يعرضهم فعلا، على نحو ما رأينا  في بعض الانتخابات النيابية الاخيرة الى سلسلة تراجعات،  بل انتكاسات وانكسارات … والمواطن اللبناني فاض به، وما عاد قادرا على التحمل، وقد بلغ درجة بالغة  الخطورة من الفقر والحاجة الى ما سيسد رمقه ويوفر له لقمة العيش وتوفير الحماية الصحية والتعليمية (حيث الجامعة اللبنانية تتعرض لاخطر حملة) كما وضمان الشيخوخة … وقد شاخ شباب لبنان قبل الاوان؟! وهم يسألون

– اهو خيار ام قدر؟

– والى متى سيبقى هذا المشهد المأساوي يحيط بثقله على لبنان وشعبه!

– والى متى هذه الاعجوبة – المسخرة، المسماة بــ »الصيغة اللبنانية الفريدة« عنوانا للحياة السياسية التي لم يشاهدوا منها سوى المآسي تلو المأسي… وهم يسألون: اما لهذا الليل الطويل من نهاية؟!