كتبت الهام سعيد فريحه:
يمكن القول إنَّ الإثنين المقبل هو البداية العملية لولاية مجلس النواب الجديد. البداية الرسمية كانت في 21 أيار الفائت أي منذ أكثر من خمسين يوماً، وكان يُفترض أن ينتخب المجلس لجانه النيابية ليبدأ العمل، وكانت الغاية أن يُنتخب نواب في اللجان من غير الوزراء الذين سيُسمَّون في الحكومة الجديدة، لكن تأخر الحكومة جعل الرئيس بري يسير في انتخاب اللجان حتى قبل أن تتشكل الحكومة، وهو لهذه الغاية سيرأس اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس الإثنين، على أن يتمَّ انتخاب اللجان الثلاثاء لينطلق العمل التشريعي، في غياب عمل الحكومة، حيث أنَّ تشكيل الحكومة ما زال دونه عقبات وعثرات مرتبطة بالمطالب والأحجام والتي لا يتوافق فيها فريق مع فريق آخر.
***
أين أصبحت العقد؟
النائب السابق وليد جنبلاط على موقفه، إذاً العقدة الدرزية على حالها، فبعد لقائه الرئيس المكلَّف سعد الحريري، كشف مداولاته في قصر بعبدا مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فقال: ولأكون واضحاً كما قلت في بعبدا، طلب الرئيس عون إمكانية تغيير الموازين في ما يتعلق بالحصة الدرزية، فقلت له:
إسمح لي فخامة الرئيس هذه المرة لا أستطيع، في الماضي كانت هناك تسويات، الآن لا أستطيع أن أقوم بتسويات.
هكذا يكون جنبلاط قد قطع الطريق على التسوية لكن هذا لا يعني أنَّها سقطت كلياً، فهناك رهان على إنعاش هذه التسوية من ضمن التسوية الكبرى في إنضاج التشكيلة الحكومية.
لكن النائب طلال ارسلان كان بالمرصاد لهذا الطرح فغرَّد على تويتر قائلاً:
الله يرحم كمال بك جنبلاط الذي طالب بقانون من أين لك هذا؟ منذ أكثر من ستين سنة، فمَن أولى من الإبن ليُطبِّق هذا المبدأ على نفسه وعلى البعض الذين أرفض أن أسميَّهم إلا بالأوباش؟
وللحديث صلة.
هذه التغريدة فتحت سجالاً عالي السقف بين المختارة وخلدة، ومن شأن هذا السجال أن يؤدي في بعض جوانبه إلى عرقلة تشكيل الحكومة أكثر فأكثر.
في المقابل، ردَّ مصدر مقرّب من النائب طلال إرسلان فذكَّر بأن نسبة ما ناله إرسلان من أصوات في الإنتخابات توازي نسبة ما ناله الرئيس نبيه بري، فإذا اعتمدنا المعيار الجنبلاطي في استبعاد المير عن التوزير، فهل تقبل حركة أمل باستبعاد الرئيس نبيه بري عن تسمية وزراء؟
***
الرئيس سعد الحريري لا يخفي امتعاضه من كلِّ ما يجري، ويجد أنَّ الأمور عادت إلى المربع الأول على رغم شهر ونصف الشهر على التكليف، لكنَّ أوساطه تؤكد أنَّ العراقيل ستزيده رسوخاً في ما يطالب به، وأنَّ محاولات دفعه إلى الإعتذار عن عدم التأليف لا يضعها في حسابه على الإطلاق، وهذا ما سمعه منه معظم الذين التقوه.
الرئيس الحريري يدرك أهمية الوقت كما يدرك أنَّ الحكومة العتيدة مطالبة بورشة إصلاحية على كلِّ المستويات، خصوصاً أنَّ كلَّ المؤتمرات التي انعقدت من أجل لبنان كانت تضع في أولى الأولويات قضية الإصلاحات التي تعتبرها ضرورية وحيوية من أجل النهوض بالبلد، ولا نجاح لأية عملية نهوض من دون ورشة الإصلاح هذه.