IMLebanon

القوات وعون الأكثر تضرراً.. و«حزب الله» مُحرج!

إستطلاع لآراء حلفاء وخصوم فرنجية حول طرحه كرئيس تسوية..

القوات وعون الأكثر تضرراً.. و«حزب الله» مُحرج!

أصيب الكثير من حلفاء وخصوم النائب سليمان فرنجية بالذهول بعد ورود اسمه كمرشح جدي لرئاسة الجمهورية، ففرنجية الذي كان ترتيبه رابعاً عند تعداد الأقطاب الموارنة الأربعة، بدا وكأنه قفز الى المرتبة الأولى، من دون أن يعني ذلك أنه سوف يجلس غداً على كرسي بعبدا.

وفي استطلاع أجرته «اللواء» مع الأطراف القريبة والبعيدة من فرنجية الذي التقى الرئيس سعد الحريري في باريس مؤخراً، يبدو الآتي:

– «التيار الوطني الحر»، أكثر المتضررين بطرح فرنجية للرئاسة من الحلفاء، وهو الذي لا يزال يحلم أن ينصّب زعيمه النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، واذا كان عون قد ألمح الى قبوله بفرنجية علناً، فانه بالسر مستاء مما وصلت اليه الأمور ومتوجس من «حزب الله» خصوصا وأن الحزب قد بدا أكثر من مرة متخلياً عن حليفه، إن عبر المواقف الملتبسة للأمين العام للحزب حسن نصرالله في أكثر من اطلالة، أو بسبب ما حصل قبل الجلسة التشريعية، أو حتى عبر ترك عون وحيدا في مجلس الوزراء وفي الشارع. ولعل أبرز تعبير عن رفض عون لفرنجية، هو ما صرح به وزير الخارجية جبران باسيل حين قال:«لماذا يُستبدل دائماً الأصيل بالبديل؟».

– «حزب الله» يظهر محرجاً أمام حليفه عون الذي يخشى من «جنونه» السياسي، لكنه لا يستطيع في الوقت نفسه أن يرفض تقدم فرنجية الحليف اللصيق به وبرئيس النظام السوري بشار الأسد. ومن هنا، فان الحزب الذي يبدو عاجزا عن ايصال عون الى الرئاسة قد تحدث عن تسوية، ومعنى التسوية بمفهوم أي عاقل هو التخلي عن الجنرال، وبالتالي البحث عن الأقرب بعد الجنرال قبل الدخول في لعبة طرف محايد أي لا من الثامن ولا من الرابع عشر من آذار.

– أما «حركة أمل»، فهي الأكثر فرحاً بطرح فرنجية، اذ انه حليفها القريب وبالتالي تكون عبر ما يجري قد تخلصت من «كابوس» ترشيح «حزب الله» لعون الحليف اللدود للرئيس نبيه بري، وفي الوقت عينه ضمنت أن لا ينتخب شخص من قوى الرابع عشر من آذار للرئاسة.

– وعلى المقلب الآخر، تبدو «القوات اللبنانية» الأكثر انزعاجا من الخصوم بطرح فرنجية للرئاسة، وهي بذلك تتقاطع مع عون وإن اختلف سبب رفض فرنجية، فللقوات – كما هو معلوم- خصومة الى حد العداء مع «تيار المردة»، وهذه الخصومة لم تسمح حتى بلقاء ثنائي بين رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس المردة فرنجية. كما أن للقوات هاجساً من علاقة فرنجية بنظام الأسد، فضلا عن أن جعجع مرشح للرئاسة ويعتبر نفسه الأحق بها نظرا لتمثيله الأوسع بكثير مسيحياً من فرنجية. ويضاف الى ذلك كله أن وصول فرنجية الى الرئاسة من دون طمأنة معراب يعني تراجع القوات في كل شيء لمدة ست سنوات على الأقل وبالتالي قهر القواتيين.

– أما «حزب الكتائب»، وهو الأقل خصومة من «القوات» مع المردة، فيعتبر أيضا أن له مرشحا «توافقيا» هو الرئيس أمين الجميل، لكنه يبدو ناقما على اعلان النوايا بين التيار العوني والقوات، فيستعمل المحادثات التي تحوم حول اسم فرنجية وإن لم يكن متحمسا لها، كأداة انتقام مؤقتة من التيار والقوات اللذين يغردان في معظم الأمور بعيدا من رضى الكتائبيين الذين يعتبرون أن الأولوية يجب أن تكون، انتخاب الرئيس.

– وفي ما يتعلق بتيار «المستقبل»، فانه لا يزال بحالة بحث مضنية عن تسوية ترضي جميع الأطراف أو الغالبية المطلقة من الأطراف، وهو لم يسمّ فرنجية للرئاسة كما يحلو للبعض أن يحلل، انما ما جرى هو استطلاع للآراء لمختلف الأطراف من بينها فرنجية «الذي بحاجة لفعل الكثير كي ينال رضى الطائفة السنية عموما وتيار المستقبل على وجه التحديد».

وانطلاقا مما تقدم، فلكل في الداخل قراءته من طرح فرنجية كرئيس تسوية وهو الذي عليه قبل أن يقدم نفسه مرشحا، أن يأخذ بركة عون أولا ومن ثم «حزب الله» وأن يتصرف كتوافقي على الرغم من ان في الأمر صعوبة لأن أكثر من طرف لا يرغب أن يتبوأ فرنجية المنصب الأول في البلاد.

أما في الخارج، فلا تزال علامات الاستفهام مطروحة حول موقف كل من الولايات المتحدة الاميركية والسعودية من فرنجية «صديق بشار» وهما الأكثر مطالبة برحيله (أي الأسد)، وموقف ايران المتحالفة مع عون عن طريق «حزب الله».