Site icon IMLebanon

“القوات” و”الإشتراكي”… وخطاب “الوحدة ونص”

 

بعد 8 أيام على إندلاع الثورة، خرج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بخطاب أراد من خلاله مخاطبة المتظاهرين الثائرين الذين لم يعودوا يثقون بأي وعد.

 

لم يتقبّل الثوّار خطاب عون، الذي كان مقرراً عند الثانية عشرة ظهراً وتأجّل إلى الواحدة والنصف، فهم كانوا ينتظرون أن يكون خطاباً بحجم المرحلة وبحجم التحديات والأخطار، وعلى قدر صرختهم المدوّية التي كسرت جدار الصمت وهدمت الحواجز بين الطوائف والمناطق.

 

وعلى رغم أنه تحدّث عن نقاط عدّة في خطابه، أكّد عون أنه أصبح من الضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي كي تتمكّن السلطة التنفيذية من متابعة مسؤولياتها.

 

وفي وقت عبّر الشعب عن موقفه، يُنتظر أن تقول الكتل السياسية موقفها من هذا الطرح، في حين إتخذت “القوات” موقفاً واستقالت من الحكومة، فيما يُنتظر ما ستكون عليه خطوات الحزب “التقدّمي الإشتراكي”.

 

وفي معرض ردّ “القوات” على خطاب عون، تؤكّد مصادرها لـ”نداء الوطن” أن رئيس الحزب سمير جعجع “أبلغ عون والحريري والأقطاب خلال إجتماع بعبدا الإقتصادي أن الحكومة الحالية لا يمكنها أن تُكمل، وطرح ضرورة إجراء تغيير حكومي في البلاد من أجل إحداث صدمة إيجابيّة ومعالجة الأوضاع المتأزمة، وهذا الموقف كان إستباقياً وإستشرافياً لكل ما حصل لأنه لا يمكن الإستمرار بالحكومة”.

 

وتوضح المصادر أنه “في هذه اللحظة نكرّر موقفنا الداعي إلى إستقالة الحكومة ونطالب الرئيس عون بتأليف حكومة إختصاصيين على قدر تحديات المرحلة الخطيرة، لأن الثقة كانت مفقودة بهذه الحكومة وقد فُقدت أكثر بعد التظاهرات الشعبية التي عمّت كل المناطق، وعدم الذهاب إلى حكومة إختصاصيين سيجعل التظاهرات مستمرّة لأن الناس لا تثق بكلّ الوعود الإصلاحيّة التي تُطلق”.

 

وعن قول “القوات” أنها تضع خطوطاً حمراء في ما خصّ الحراك، تشدّد المصادر على أن “القوات” لم تضع أي خطوط حمراء “وما تشهده الأيام الأخيرة محاولات من بعض القوى السياسية، إما لحرف التظاهرات عن مسارها المطلبي الإجتماعي الصحيح بفبركة أخبار معينة لتسييسها، أو فبركة أخبار عن لسان القوات، فموقفنا بعد خطاب عون هو ضرورة تأليف حكومة إختصاصيين وعندما نقول إستبدال حكومة لا يعني إستهدافاً لرئاسة الحكومة، فالحكومة شيء ورئاسة الحكومة شيء آخر، الحكومة تمثّل الجميع مسلمين ومسيحيين، ولا أحد يتحدّث عن الرئاسات الثلاث أو تصوير القوات أنها تريد إستهداف أحد المواقع، فالمطلوب هو إجراءات عملية إنقاذية على مستوى السلطة الإجرائية”.

 

من جهته، يعترف الحزب “التقدّمي الإشتراكي” بأنه يواجه ضغطاً كبيراً من قاعدته الشعبية تطالبه بالإستقالة من الحكومة خصوصاً أن المطالب هي مطالب حياتية وليست سياسيّة.

 

وكتب رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “بعد سماع كلمة الرئيس عون وبما أننا في نفس هذا المركب الذي يغرق وكوننا نشاطره الخوف من الإنهيار الإقتصادي، نجد أن أفضل حلّ يكمن في الإسراع في التعديل الحكومي والدعوة لاحقاً الى انتخابات نيابية وفق قانون عصري لا طائفي”.

 

وتؤكد مصادر “الإشتراكي” لـ”نداء الوطن” أن خطاب عون “خارج السياق، ولم يقل شيئاً مهمّاً ولم يخاطب الشارع الثائر بل خاطب المسؤولين، وتحدّث عن مشاريع لم تحصل، في وقت إنتظر الجميع أن يخرج رئيس الجمهوريّة بموقف على قدر تحديات المرحلة”. وتشدّد المصادر على أنّ “الحزب مع إجراء تغيير حكومي سريع يطال كل الوجوه الإستفزازية والتي تؤثّر سلباً على الشارع، وهنا لا نقصد الوزير جبران باسيل فقط بل الجميع من دون إستثناء، والمطلوب إجراء مشاورات سريعة بعد إستقالة الحكومة وتأليف حكومة جديدة من شباب إختصاصيين يشكّلون عامل ثقة للناس، وهذه الحكومة تكون مهمتها إنقاذ الوضع الإقتصادي سريعاً، والتحضير لإنتخابات نيابية مبكرة، فهذا الحراك يجب أن يكون ممثّلاً في الحكومة لكي يكون شريكاً في القرار، وكلما تأخّرنا كلما انحدر الوضع نحو الأسوأ”.

 

وعن إحتمال استقالة “الإشتراكي” من الحكومة بعد خطاب عون وحتى لو لم يستقل الحريري، تلفت المصادر إلى أنّ “كل الإحتمالات مفتوحة، فنحن نجري إستشارات ومشاورات مع كل الحلفاء والأصدقاء، وبالتالي فإننا نريد ان تكون خطواتنا مدروسة وعدم إحداث فراغ كبير ولكي لا يفلت الشارع لأن الناس لن تتراجع”.