Site icon IMLebanon

القوات تطالب بـ«طائف لبناني» بدل «الطائف السوري»

هل القتال التأخيري لرئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي اعاق تشكيل الحكومة قبل عيد الاستقلال موجه ضد رئىس الجمهورية ميشال عون ام ضد الرئىس المكلف سعد الحريري، ام في وجه الاثنين معاً؟ وهل ينتقل الشغور من بعبدا بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي الى السراي الكبير ام ان بري يريد افهام المعنيين ان تغييبه عن الطبخة الرئاسية له اثمان يجب ان تدفع، لا سيما ان سيد البرلمان كان المرجعية الاولى لجميع اللاعبين في المفاصل الاستثنائية لحلحلة العقد امام ولادة الحكومات منذ رحيل زمن الوصاية السورية؟

اوساط نيابية مقربة من بري تقول انه يعتبر نفسه قد طعن في الظهر إبان الطبخة الرئاسية التي تم طهيها محلياً  عبر اللقاءات بين وزيرالخارجية جبران باسيل ومستشار رئىس الحكومة نادر الحريري دون وضعه في الصورة، ولا سيما ان بري وضع انجاز الاستحقاق الرئاسي في خانة السلة المتكاملة التي تحمل في مضامينها التوافق المسبق على الاستحقاقات من جنس الملائكة الحكومية والحقائب الوزارية وقانون الانتخاب العتيد، الا ان رفض السلة من قبل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على خلفية انه لا يجوز وضع شروط على اي رئىس ينتخب وتكبيله قبل وصوله الى الكرسي الاولى ما اشعل الجبهة بين بكركي وعين التينة.

وتضيف الاوساط ان مسارعة بري الى لملمة الشظايا وإطفاء النار مع الصرح البطريركي منعاً لامتدادها الى حيث لا يريد، جاءت زيارة عون لبكركي احياء لتقليد كان متبعاً ويقضي بزيارة رأس الدولة لرأس الكنيسة بعد انتخابه، وما تخللها من مواقف حيث غمز رئيس الجمهورية من قناة المجلس اثار حفيظة بري الذي اعلن استغرابه من موقف عون كونه غمز من مجلس نيابي انتخبه رئيساً للجمهورية، ما استدعى رداً منه واكبه فيه المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ما اثار غباراً كثيفاً كانت نتائجه العودة الى المربع الاول في تأليف الحكومة واصرار بري على اعطاء «تيار المردة» حقيبة وازنة، ويبدو وفق الاوساط نفسها ان كلام ابو مصطفى حول تغيّر قواعد اللعبة في تشكيل الحكومة ظهّر خلافه ايضاً مع الحريري الذي اتهمه من القصر الجمهوري دون ان يسميه بوضع العوائق في وجه انجاز الطبق الحكومي.

وتشير الاوساط الى ان حضور بري العرض العسكري الى جانب عون والحريري والرئيس تمام سلام ومشاركته في استقبال المهنئين الى جانبهم في بعبدا، كسر جدار الجليد بينه وبين رأسي السلطة الاجرائية، اضافة الى ركوبه سيارة واحدة مع الحريري جمعتهما في الانتقال، الا انها لم توصلهما الى التوافق حكومياً، اثر الكلام عن عودة الامور الى المربع الاول، وانطلاقاً مما سبق يبدو ان التأخير في ابصار الحكومة النور لا يعود الى خلافات حول الحقائب بل الى كيفية تعاطي الاطراف مع العهد الجديد وفق مصادر مسيحية، كون التفاهم العوني – القواتي ازعج الكثيرين ولا سيما ان «القوات اللبنانية» شريكة في الحكم وتطالب بتنفيذ «طائف لبناني» وليس «طائفاً سورياً» اقام سيبة «الترويكا» المشهورة، ووفق المصادر نفسها ان التأخير في تشكيل الحكومة يعود الى ذلك، كون «الطائف السوري» كان يوقع عن رئيس الجمهورية بشخصه مراسيم تأليف الوزارات، اما في العهد العوني فان «الطائف» اللبناني يقضي بأن يوقع الرئيس الذي يشارك رئيس الحكومة في تشكيلتها مرسوم ولادة الحكومة ولو بمن حضر على خلفية ان الديموقراطية تقوم على فريقين اي الموالاة والمعارضة.