IMLebanon

القوّات تنتخب عون إذا كانت الرئاسة لـ 8 آذار

انهيار التحّالف بين عون وفرنجيّة

القوّات تنتخب عون إذا كانت الرئاسة لـ 8 آذار

على الرغم من ان لا شيء نهائىا بعد في مواقف الاحزاب والتيارات والكتل النيابية من مبادرة سعد الحريري باتجاه سليمان فرنجية، واعلان الاخير ترشحه الى منصب الرئاسة الاولى، الاّ ان الصورة الرمادية التي رافقت هذا الترشيح من قبل قيادات مؤثرة في هذا الاستحقاق، بدأت تتضّح شيئا فشيئاً، واخذت ملامحها تتكوّن لما يمكن ان يفترض ان تكون عليه، استنادا الى عدد من المواقف المعبّرة والمؤثرة التي برزت امس، خصوصا لدى نواب في كتلة حزب القوات اللبنانية، وبما اعلنه الرئيس الاسبق امين الجميل، ومصادر عونية لصحيفة الشرق الاوسط، يستفاد منها ان حزب القوات اللبنانية ذاهب باتجاه تأييد العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية في حال رست التسوية على رئيس من قوى 8 اذار، وان حزب الكتائب اقرب الى سليمان فرنجية منه الى عون وان التيار الوطني الحر، يعتبر ان لا مجال بعد اليوم لاي ترقيع في العلاقة مع فرنجية.

في نطاق توسيع هذه العناوين اللافتة، اكّد النائب في كتلة حزب القوات اللبنانية جوزف المعلوف ان كلام النائب فرنجيه في مقابلته التلفزيونية له صدقية، لكنه لم يقدم التطمينات والضمانات الكافية لشخص يريد منصب رئاسة الجمهورية، واذا كانت التسوية تقضي باعطاء 8 اذار منصب الرئاسة الاولى، فالمنطق يقول ان الاولوية لعون، وكرر هذا القول النائب القواتي فادي كرم في تغريدة على تويتر، قائلا… اذا كانت الرئاسة تتجه حصرا الى 8 آذار فمنطق الامور يقضي ان تكون لميشال عون، وكان سبق منذ مدة للنائب القواتي انطوان زهرا واعلن الموقف عينه، ما يشير الى ان الموقف النهائي لكتلة نواب حزب القوات اللبنانية سيكون الى جانب عون، اذا كان المنصب الرئاسي حسم وفق التسوية الى 8 آذار ولكنه سيكون لمصلحة المرشح التوافقي الذي يحظى بتأييد الجميع او الاكثرية الساحقة من النواب مع الاشارة الى موقفين مهمين اعلنهما النائب المعلوف، لهما دلالة كبيرة على استقلالية موقف حزب القوات اللبنانية، الاول ان زيارة السفير السعودي للدكتور سمير جعجع في معراب لم تكن لاقناع جعجع بفرنجية، والثاني تأكيده على ان حزب الله جزء لا يتجزأ من الكينونة اللبنانية والمشكلة معه هي سلاحه، اما الرئىس امين الجميل «القويّ» الثاني بين مرشحي 14 آذار فقد وصف اطلالة فرنجية التلفزيونية بالجيدة ويمكن البناء عليها واذا التزم بالسيادة والشراكة فلا تحفظ عليه، وهو تصريح سيفتح باب الحوار بين المردة والكتائب، من موقع من سلف فرنجية موقفا مسيحيا ايجابيا يختلف عن الموقف السابق الرافض، وهو موقف يعوّل عليه فرنجية كثيرا.

***

في هذه الاثناء، ردّت مدفعية الرابية على بنشعي، بعد اعتبار حملة فرنجية على عون في مقابلته التلفزيونية بمثابة تدمير جسور التواصل بين الحليفين اللدودين، خصوصا بعدما اكّد فرنجية ان الاختلاف في المواقف والفتور القائم بين عون وفرنجيه، يعودان الى سنتين خلتا، وجاءت مبادرة الحريري لتسقط القناع عن الاختلاف، وردّ بشدة على الحملة التي طاولته من نواب وقيادات في التيار الوطني وفي قوى 8 آذار، وقد اطلقت مصادر عونية في تصريح لجريدة الشرق الاوسط، رصاصة الرحمة على تحالف المردة مع التيار الوطني، عندما اعلنت انه لم يعد هناك مجال لترقيع العلاقة مع فرنجية وهذا افضل «واريح» للطرفين، واكدت ان التيار الوطني الحر لا يملك سوى خطة واحدة وحيدة باتجاه منصب الرئاسة الاولى، هي انتخاب العماد ميشال عون رئىسا بما يعني ان السخونة في الصراع على الرئاسة ستبدأ هذا الاسبوع، اما كيف ومتى ستنتهي فهذا له كلام اخر.