IMLebanon

القوات تُحرج التيار في الأشرفية: عودة إلى المقاطعة؟

لم تسر آمال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري كما اشتهاها أمس خلال استقباله وفداً من العائلات البيروتية في حضور مرشحه لرئاسة مجلس بلدية بيروت جمال عيتاني. وبعد أن كان الحريري على وشك إعلان اللائحة المشتركة مع الأحزاب اليوم، اصطدم بـ»انتفاضة» التيار الوطني الحر في الساعات الأخيرة. إذ كان من المفترض أن تتوزع حصص الطائفة المسيحية (12 عضواً من أصل 24) ما بين الأحزاب على الشكل الآتي: التيار الوطني الحر 2، القوات اللبنانية 2، الكتائب 1، النائب ميشال فرعون 2، المطران الياس عودة 2، الطاشناق 2، الهانشاك 1. وهو ما حصل فعلاً، لكن شيطان «التوزيع المذهبي» حال دون التوافق. فبحسب مصادر التيار الوطني الحر، تقاسم الآخرون الجبنة، تاركين للرابية مقعدي الأقليات، أي الإنجيلي والسرياني، «الأمر الذي رفضناه». يريد التيار «أرثوذكسيا» وإلا «يفرط الاتفاق ونخرج من اللائحة. وفي المبدأ لدينا خيارات كثيرة، أحدها المقاطعة كما عام 2010 أو حتى دعم لائحة معارضة».

ويبدو أن الأجواء تميل إلى السلبية، خصوصاً بعد أن سمى كافة الأطراف مرشحيهم وفق التقسيم المذهبي، وبات من الصعب نزع البزة عن أي مرشح. «الأخبار» حصلت على لائحة مرشحي الأحزاب المسيحية لمجلس بلدية بيروت: إيلي يحشوشي (ماروني) وراغب حداد (أرثوذكسي) عن القوات اللبنانية؛ جو روفايل (ماروني) عن حزب الكتائب؛ فادي المصري (كاثوليكي) وغابي فرنيني (أرثوذكسي) من حصة النائب ميشال فرعون؛ إيلي أندريا (أرثوذكسي وسيشغل منصب نائب الرئيس) وماتيلدا خوري (أرثوذكسية) من حصة المطران الياس عودة؛ هاغوب ترزيان (أرمن أرثوذكس) وساهاك كيشيشيان (أرمن كاثوليك) عن حزب الطاشناق؛ آرام ماليان (أرمن أرثوذكس) عن حزب الهانشاك. أما المقعدان المخصصان للسريان والإنجيليين، فرفض التيار الوطني الحر تسميتهما، مطالباً بـ»حصّة أرثوذكسية»، ما خلق عقدة كبيرة، خصوصاً أن لا القوات ولا فرعون ولا المطران بطبيعة الحال مستعدون لمبادلة الرابية بحصتهم. وفيما يحمّل قسم من التيار مسؤولية ما حصل على عاتق القوات التي لم تحفظ الحصة البرتقالية، يرى البعض الآخر أن «المشكلة داخلية في التيار». على هذا الأساس، عادت لائحة بيروت بشقها المسيحي أمس إلى النقطة الصفر، وأعاد التيار خلط الأوراق من جديد. هكذا انطلقت جولة جديدة من المفاوضات المذهبية.