لم تتمكن «ورقة إعلان النوايا» بين التيار الوطني الحرّ وحزب القوات اللبنانية وإعلان التحالف الانتخابي بين الطرفين، من فرض لوائح مشتركة قواتية ــ عونية في قرى البقاع المسيحية عموماً، ولا سيّما في البقاع الغربي. وعلى الرغم من محاولات الوفاق في أكثر من بلدة، إلّا أن المعارك هي السمة الأبرز في بلدتي صغبين والمنصورة، بين لوائح بغالبية حزبية للقوات اللبنانية، ولوائح مدعومة من التيار الوطني الحرّ وحزب الكتائب والحزب السوري القومي الاجتماعي. وأشار أكثر من مصدر في قوى 8 آذار، ومقرّبون من التيار الوطني الحرّ، إلى أن القوات اللبنانية ببروزها في لوائح شبه حزبية في قرى البقاع الغربي، تُعدّ الأرضية للانتخابات النيابية، وعينها على المقعد الماروني الذي يتربّع عليه منذ زمن طويل النائب روبير غانم. وبدا لافتاً غياب غانم عن المشهد الانتخابي في قرى القضاء، خصوصاً في بلدته صغبين، حيث لم تنجح المفاوضات طوال شهر كامل من الوصول إلى لائحة توافقية للمجلس البلدي المؤلف من 15 عضواً، فارتسمت معالم معركة بين لائحة قواتية حزبية يرأسها عفيف أبو حمد، ولائحة العائلات برئاسة موسى أبو حمد.
وتشكّلت لائحة العائلات من مرشحي عائلات: أبو عون، أبو حمد، نحاس، التن، فرحات، جاسر، عجمي، أبو شحادة، أبو مارون وعائلات أخرى، مدعومة من التيار الوطني الحر وحزبي القومي والكتائب وعدد من الجمعيات الخيرية.
وبحسب مصادر لائحة العائلات، فقد سعت الفعاليات في البلدة منذ البداية إلى تشكيل لائحة توافقية، إلّا أن القوات أصرّت على المطالبة بحصص أكبر خلال التفاوض وطالبت برئيس بلدية يحمل بطاقة من حزب القوات و7 أعضاء من حصّتها، ما لا يمكن أن تقلبه العائلات، ليتبيّن لاحقاً أن الحزب كان يعد لائحة بالسّر لتكون جاهزة عند فشل التوافق، عندها «لجأت العائلات إلى تشكيل لائحة خلال ثلاثة أيام». وأشارت المصادر إلى أن «القواتيين رفضوا التوافق على اسمي مهنا مهنا والياس مسعد، وهما اسمان مقبولان من كل الأطراف في البلدة». من جهته، ينفي عفيف حمد، باتصال مع الأخبار، أن يكون القواتيون هم من عرقلوا التوافق، مؤكّداً أن «بعض الأيادي من الخارج تدخّلت لفرط التوافق، بعد أن كنا وصلنا إلى شبه اتفاق على اقتسام رئاسة البلدية إلى ولايتين». ويتحفظ الطرفان عن توقّع نتائج الانتخابات، التي من المتوقّع أن يقترع فيها نحو 1500 ناخب من أصل 4500 مسجّلين على لوائح الشطب.
تشدّد القوات والمستقبل حال دون تجنيب صغبين معركة انتخابية
ومن صغبين إلى المنصورة التي ستقترع لـ 12 عضواً ومختارين، لم يصل التفاوض إلى النتيجة المرجوة بلائحة توافقية في البلدة، فتشكلت لائحتان، الأولى يرأسها الرئيس الحالي للبلدية إبراهيم بدران، وتتمثّل فيها عائلات: حنا، بدران، الشعك، الشاويش، عكروش، حنجول، بشارة، طه، حمّود، الفقيه، وهي مدعومة من التيار الوطني الحرّ والحزب القومي وحزب الكتائب، فيما يرأس اللائحة المقابلة داني الشاويش المحسوب على القوات التي تتمثّل بثلاثة محازبين مقابل خمسة محازبين لتيار المستقبل، واللائحة مدعومة بجزء من عائلات الزغبي وطه والشاويش. وتؤكّد مصادر اللائحة الأولى أن جهود الوزير عبد الرحيم مراد وإيعاز رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون لم يفلحا في تجنيب البلدة معركة انتخابية، «بسبب تشدّد القوات والمستقبل بالحصص».
وفي عمّيق، حيث ينقسم القواتيون بين لائحة يرأسها الرئيس الحالي للبلدية جوزف ماضي، وهي مقفلة من تسعة أعضاء ومدعومة من آل ماضي، واللائحة المواجهة من عائلات مدوّر، معوض، روحانا، جبّور، زيدان وتوما. ويشارك القواتيون مع العونيين والقوميين في اللائحة الثانية، التي اتفق على تقاسم رئاسة البلدية فيها بين القومي نزيه روحانا وجورج جبّور المحسوب على التيار. وبحسب مصادر من اللائحتين، فإن توقعات النتائج متقاربة، إلّا أن مصادر لائحة روحانا ــــ جبّور تؤكّد تفوقها بأصوات الناخبين من أهالي البلدة، فيما تشير إلى تقاسم أصوات المجنسين بالتساوي تقريباً.