63 مرة ورد اسم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على لسان الرئيس سعد الحريري خلال مقابلته مع «كلام الناس» أول من أمس. وهو ينعى حظوظ جعجع في الوصول الى رئاسة الجمهورية، لم ينسَ أن يؤكد أن «الحكيم» هو مرشح فريق الرابع عشر من آذار.
حصد جعجع، بمجرد طرح نفسه مرشحاً رئاسياً، ثلاث نقاط لم يكن ليحلم بها في أحسن الأحوال. الأولى هي إسقاط 48 ورقة تحمل اسمه في «صندوقة» المجلس النيابي.
الثانية أن النائب ميشال عون حصر المنافسة بينه وبين رئيس القوات بعد أن كان يرفض طرح نفسه منافساً لخصمه السياسي. وأخيراً، كسبت القوات حين رأى الرئيس نبيه بري أن حضور نوابها جلسة التمديد يضفي على الجلسة «الميثاقية» الدستورية. إلا أن هذا لا يكفي مناصري القوات وبعض مسؤولي الصف الثاني فيها. استفزّ هؤلاء حين سلم الحريري أخيراً بأن «من الواضح أننا نتجه الى انتخاب رئيس من خارج قوى 8 و14 آذار». وما دام «لا اتفاق على رئيس، فلنذهب الى رئيس توافقي». ثاروا على مواقع التواصل الاجتماعي، فكتبوا أن «سمير جعجع هو مرشح رئاسي يخافه الجميع. الجميع أي الجميع».
في معراب، الجو ليس متشنجاً كما لدى مناصري الحزب. يصفون هنا حديث الحريري بـ«الممتاز من النواحي كافة. هذا هو الكلام الذي دأبت معراب على قوله». دعوة الحريري الى رئيس توافقي «لا تعني أنه يتخلى عنا، فالحكيم منذ البداية قال إنه مستعد للانسحاب إذا ما تم الاتفاق على اسم آخر». أما بالنسبة الى الحوار بين المستقبل وحزب الله، فالقوات تستبعد أي توافق سنّي – شيعي حول الرئاسة الأولى يقصي بقية الأطراف المسيحية. بالنسبة اليها، «الحريري كان واضحاً ولا يجوز حصول التباس حول هذا الموضوع. فهو قال إن كل طرف سيرجع إلى حلفائه قبل حسم اسم المرشح التوافقي». معراب مرتاحة إلى مبادرة «الشيخ» الحوارية. «هذه المرة الأولى التي نراه فيها متماسكاً في حديثه». أكثر من ذلك، من يجب أن يغتاظ هو حزب الكتائب. الحريري لم يُثلج قلب الرئيس أمين الجميّل، إذ لم يحسم أنه مرشح 14 آذار الثاني. جُلّ ما قاله إنه لا مانع من انتخابه في حال حصوله على الاصوات اللازمة». كذلك فإنه رفض منطق الكتائب غير الممانع للتنسيق مع الحكومة السورية، مؤكداً أنه «ضد التنسيق مع النظام السوري، ويجب أن نتعاون مع التحالف الدولي الذي يقف ضد داعش». وهذا، بحسب مصادر القوات، «منطق جعجع نفسه بالنسبة الى سوريا».