بدأت مرحلة حبْسِ الأنفاس استعداداً للجلسة السادسة والأربعين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في 31 من هذا الشهر. مردُّ حبس الأنفاس أنَّ مناورات أكثر من طرف وصلت إلى نهاياتها وأنَّ الكلام فوق الطاولة وتحت الطاولة، في آن، لم يعد ينطلي على أحد وإنَّ الوعود غير الملحقة بالتعهد بالتنفيذ، باتت غير مطابقة.
التيار الوطني الحر رسم خارطة طريق وصولاً إلى يوم 31 تشرين الأول:
رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، أطل مع الإعلامي الناجح مرسال غانم في برنامجه كلام الناس المشوِّق، المقابلة تُعدُّ من أهم المقابلات على الإطلاق لأنّها جاءت عشية خيارات أساسية ورئاسية سيتَّخذها أكثر من مرجعية وزعيم معني بالرئاسة.
المقابلة خضعت لتحاليل دقيقة، وفق مقاييس علمية من أكثر من دائرة أبحاث وتحليل، وليس من باب المبالغة القول إنَّها ستكون مؤشراً إلى المسار الذي سيتَّخذه موضوع ترشيح العماد ميشال عون من جانب تيار المستقبل، وهو ما يمكن أن يحدث خلال الأسبوع المقبل بعد أن تكون الإتصالات قد استُنفدت وبعد أن يكون الأحد المقبل قد مرَّ، خصوصاً أنَّ معلومات تحدثت عن إمكان أن تصل الحشود الى الساحة الداخلية للقصر، وفي حال تحقق هذا السيناريو فإنَّ تطورات درامية يمكن أن تحدث وأبرزها أنَّ لا عودة إلى الوراء وإنَّ مسار انتخاب العماد عون يجب أنْ يتحقق في جلسة 31 تشرين الأول.
حبْسُ الأنفاس سيكون في الخارج أيضاً، حيث أنَّ زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري الذي يعود إليه الفضل في توسيع المسارات الرئاسية، هل يُكمِل خطوته بإعلان ترشيح العماد عون من بعد مقابلة رئيس التيار الوطني الحر، وعندها هل سيتحمَّل الجميع مسؤولياتهم؟
وهنا تُطرَح جملة من التساؤلات:
ماذا سيكون عليه موقف رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه؟
الزعيم الشمالي قال إنَّه ماضٍ في المعركة حتى لو بقي معه نائبٌ واحد.
الرئيس نبيه بري قد يحاول التوفيق بين موقعه كرئيس للمجلس النيابي وبين موقعه كرئيس لكتلة نيابية.
الأطراف الآخرون سيبنون على الشيء مقتضاه وفق ما قاله رئيس التيار جبران باسيل ووفق ما ستكون عليه مبادرة الرئيس سعد الحريري في مرحلتها الثانية.
مفارقة ما يجري أنَّ الرئاسة تبدو قريبة جداً وبعيدة جداً في آن، ولأنَّه كذلك، فهي المرة الأولى التي تتقدّم فيها الحيرة على اليقين والرهان على الإثبات.