يتوقف المراقبون الميدانيون امام عدة امور تتعلق بالنزوح السوري الهائل الذي شكل طوفانا غمر معظم المناطق اللبنانية واغرق بشكل خاص الشمال اللبناني وخصوصا عكار ومن ابرز هذه الامور البرودة التي اصابت حركة المنظمات الدولية العاملة تحت راية الامم المتحدة بهدف مساعدة النازحين السوريين عبر تقديمات مالية لتشجيعهم على البقاء في لبنان وسوقت عبر المحافل الدولية مقولة «العودة الطوعية» غير آبهة بالنتائج الكارثية التي اصابت الساحة المحلية على مختلف الاصعدة الاجتماعية منها والامنية والاقتصادية الى حد وقعت الحكومة اللبنانية في اسر المقولة المذكورة وربما الهدف الاساسي للغيرة الدولية على النازحين السوريين ابقاؤهم في البلدان التي نزحوا اليها وخصوصا لبنان كونه الحلقة الاضعف قياسا على تركيا والاردن ومنعهم من اللجوء الى اوروبا، ولا سيما ان تنظيم «داعش» نجح في الوصول الى ألمانيا وفرنسا وبلجيكا عبر موجات النزوح السوري من تركيا الى اليونان فأوروبا ليزرع الموت عبر عمليات الذئاب المنفردة وما حصل في باريس وبلجيكا ولندن من عمليات اكبر دليل على ذلك وفق الاوساط المواكبة للمجريات.
ولعل اللافت ان المنظمات الاممية التي عملت في حقل النزوح السوري في عكار تحت شعار انساني ومنها المنظمة الدانماركية والكندية والاوسترالية والاسكوتلاندية قيامها بإبلاغ النازحين السوريين بأنها ستنهي خدماتها في نهاية العام الجاري وعليهم تدبر انفسهم بأنفسهم على الصعيد المعيشي كون ارصدتها قد نفدت بعدما اوقفت حكومات بلدانها المساعدات عنها، وجاءت المفاجأة بظهور منظمة اممية جديدة اميركية المنشأ بدأت العمل لوراثة الموظفين الذين كانوا يعملون في المنظمات المذكورة للحلول مكانها تحت اسم منظمة «الانقاذ الدولية» »A.R.C» حيث تعمد المنظمات الاممية الآنفة الذكر الى اغلاق مكاتبها في عكار وطرابلس بعدما انهت مهماتها.
وتضيف الاوساط ان ما يطرح الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام الغموض الذي يحيط بأهداف المنظمة الجديدة التي كلفت بعض موظفيها الكبار من اللبنانيين استئجار 60 مبنى كبيراً بحجم مدرسة اضافة الى ايجاد مستودعات تستوعب كميات ضخمة من المساعدات العينية على خلفية ان ملف النزوح السوري انتقل من الرعاية الاوروبية الى الرعاية الاميركية، اضافة الى قيام موظفيها الاجانب بعمليات مسح لمنطقة عكار ونسج علاقات مع نافذين من شيوخ العشائر في البلدات الحدودية الذين يتواصلون مع متنفذين سوريين عبر شبكات المهربين الذين باتوا يشكلون دولة في الظل على صعيد تجارة السلاح والنفط وتأمين المعابر للتكفيريين وجمع المعلومات عن الداخل السوري.
وتشير الاوساط الى انه بموازاة ظهور منظمة «الانقاذ الدولية» ثمة تحركات مريبة لاجهزة خارجية نسجت خطوطاً لها مع شبكات التهريب بين لبنان وسوريا عبر بلدات البقيعة ووادي خالد وفي المعلومات ان الاجهزة المذكورة طلبت من احد كبار المهربين العاملين ما بين الحدود اللبنانية والرقة الاستقصاء عن مصير قياديين من «داعش» فقد الاتصال معهم عشية سقوط الرقة في يد «قوات سوريا الديموقراطية» وعما اذا كانوا في الاسر ولدى اي جهة في سوريا مقابل 200 الف دولار اذا نجح في معرفة مصيرهم كونه شريكاً لنافذ سوري من مدينة وصفياف يشرف على تأمين خطوط التهريب في معظم المنطقة الوسطى السورية التي تضم مدينة حمص وصولاً الى الساحل السوري.