انتقدت دوائر ديبلوماسية اجنبية في بيروت وتيرة الحوار، سواء على خط “تيار المستقبل” – “حزب الله” او على خط “التيار الوطني الحر” – “القوات اللبنانية”، وشبّهته بـ”موجة الصقيع التي تضرب لبنان، واذا استمر على هذا المنوال فستبقى البلاد من دون رئيس للجمهورية الى اجل يصعب تقدير موعد نهايته”.
ولفت احد السفراء الاوروبيين في بيروت الى ان بلاده دعت قبل اشهر الى استئناف الحوار بين الافرقاء السياسيين المتخاصمين، وهي تشجعه وتتمنى ان يتحول بسرعة الى حوار وطني شامل كي يكون فعّالا. واستدرك ان هذا الحوار يجب ان يكون له مدى زمني محدود كي يكون فعالا، لأن التحديات التي تواجه لبنان كثيرة، وفي مقدمها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وذلك من اجل تأمين عمل المؤسسات، بحيث يمارس الرئيس العتيد صلاحياته كاملة، فهو يقترح اسماء السفراء لتمثيله في الخارج، وهناك ما يزيد على 23 سفيرا محالا على التقاعد، ويجب تعيين بدائل منهم، لدول منها فرنسا وايطاليا وسوريا.
وذكر ان العديد من رؤساء الدول ابلغ المعنيين بضرورة وجود رئيس للدولة، لان ذلك يسهل التعامل الافضل مع لبنان، مستغربا التناحر والمماطلة والتنافس المستمرة بين مرشحين عاجزين عن تأمين النصاب منذ اكثر من سبعة اشهر، مما أخّر انعقاد جلسة لمجلس النواب لإتمام هذا الاستحقاق. وسأل عن الجدوى من الدعوة التي يوجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري كل ثلاثة اسابيع لعقد جلسة لانتخاب رئيس، وهو يعلم سلفا ان النصاب لن يكتمل، ووصفها بأنها “باتت مملة”.
ورأى ان انتظار المتحاورين لإنهاء حواراتهم من دون سقف زمني ليس في مصلحة البلاد، موضحا انه لم يتلق الجواب عن اكثر من سؤال طرحه على المشاركين في كلا الحوارين، عما اذا كانت النقاشات الدائرة ستؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية كأولوية، لان “تيار المستقبل” يطالب بذلك، فيما الجنرال يريد الاتفاق مع الحكيم على تقوية القرار المسيحي في المعادلة السياسية الداخلية. ووفق ما قاله رئيس حزب “القوات” ان تبادل ورقتي العمل لم يتم الا قبل ايام. والاهم وفقا للسفير ان كل ورقة تضمنت اسئلة، وهذا يستوجب اجوبة، مما يعني المزيد من الوقت. وتوقف عند ما تردد ان الحكيم لم يطلب من الجنرال الانسحاب له، والعكس ايضا، فهل الرجلان سيختلفان اذا وصلا الى هذه المسألة؟ وسأل ايضا هل الموقف المسيحي من القضايا المطروحة ستسلم به القوى السياسية الاخرى؟ وهل اصبح الجدولان اللذان يضعهما كل من النائب ابرهيم كنعان والمستشار ملحم رياشي جاهزين، الاول مخصص لتحديد “المشاكل” بين الحزب والتيار والثاني “للنتائج”؟ وماذا عن قاعدة العمل المشترك؟ وهل كل ذلك سيتكرس في لقاء عون – جعجع غير المحدد حتى الآن، ويريده رئيس حزب “القوات” منتجا وليس فقط للصورة، اي انه يبرر اخذ المزيد من الوقت؟
وأعرب السفير عن امله في تعجيل الحوار الدائر على مستوى اربع قوى سياسية اساسية، بحيث يؤدي الى نتائج يمكن ان تنقل البلاد الى الاستقرار والانصراف الى مواجهة الارهاب الذي يرابط على جرود عرسال ويتعدى على افراد الجيش ولا يزال يحتجز عناصر منه ومن قوى الامن الداخلي منذ الثاني من آب الماضي. وشدد على اهمية التنازل والاضطلاع بالمسؤولية من كل فريق “لان الظروف استثنائية ويجب ان يكون الحوار مسؤولا”.