لا يزال هنالك عشرون وزارة لا بد من تسليمها لوزير الخارجية جبران باسيل كي يكتمل عقد الخراب في لبنان، فالرجل أطفأ نور الكهرباء حتى استحق لقب وزير العتمة وقطع الاتصالات حتى نال عن جدارة لقب وزير القطع لا الوصل، واليوم يعبث في الخارجية وما أدراك ما الخارجية، فهنيئا للبنانيين القاطنين في دول الخليج بوزير أراد أن يعيدهم الى بلادهم فارغي الأيدي، وهنيئا بمن أراد أن يرحّل ما تبقى من سياح ومقيمين خليجيين على أرض لبنان الأخضر والذي تحول وبفضل عهد «فيتو» تياره وحلفائه، مرتعا للنفايات.
.. ولعله من الانصاف أن لا يُحمّل الوزير الخارج عن الاجماع العربي لصالح بلاد فارس، المسؤولية لوحده، فهو يتكىء على حزب يقاوم كل ما هو عربي، وهنا يستحق الوزير المتكىء، لقبا جديدا ألا وهو وزير خارجية «حزب الله».
وانطلاقا من هنا، يبدو جليا أن اللبنانيين مقيمين ومغتربين، باتوا تحت مقصلة صهر الحزب، وكل ما جرى ويجري وفقا للمعطيات المتوافرة، ليس سوى قنابل صوتية لا تحقق هدفها في ثني المملكة العربية السعودية التي لطالما وقفت الى جانب لبنان، عن غضبها المحق.
فكيف لدولة يحرّض بعض أبناء دولة أخرى عليها ليل نهار، أن تستكين قبل أن تضع حدودا ؟.
.. لقد وصل البعض الى درجة أنه يريد تغيير اسم المملكة، مستحضرا كحكواتي ممل، قبور الصحابة الكرام ومؤلفا روايات كي يقصها على الجمهور بشكل شبه يومي.
.. لقد ظن البعض أن مملكة الخير سوف تسكت عن كل هذا الصراخ المستنجد بولاية الفقيه التي يبدو أنها لم تفقه بعد أن زمن المهادنة قد ولّى وحل زمن الحزم، بعدما لم تنفع المهادنة مع أناس لا يفهمون الا بلغة القوة.
فالمطلوب الاعتذار الرسمي والعلني وليس بشكل خجول كما ورد في بيان مجلس الوزراء، وربما المطلوب استقالة الحكومة ان لم تستطع لجم المعادين للمملكة.
كما أنه من الواضح أن لا مواعيد حتى الساعة للوفد الوزاري اللبناني لزيارة الرياض، وهو ما يعبر عن سخط لا يزال في بلاد الحرمين نتيجة شعور بعدم الوفاء على الرغم من أن الغالبية الساحقة من اللبنانيين قد عبّروا بطرق مختلفة عن تضامنهم مع السعودية ملكا وحكما وشعبا، بينها التوقيع على وثيقة الرئيس سعد الحريري ألكترونيا وبخط اليد في كل المناطق.
هذا السخط لا يوفر على ما يبدو، من يحاول التذاكي والتصويب فقط على «حزب الله»، مبرئا باسيل بحكم التحالف المستجد.
.. وبالفعل لقد حان وقت العمل بعيدا من المكابرة واعتبار أن لا غنى للخليجيين عن اللبنانيين، فالعالم قد تغير والخليج قد تبدل والسعودية تقود عالما اسلاميا وهي في طريقها الى جوار لبنان أي الى سوريا بعد أن طفح كيلها من نظام قتل وجرح وشرّد وهجّر الملايين.
.. لقد حان وقت العمل لحوار مع الشعوب الخليجية الممتعضة والتي تعبّر عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائها، والقول لها: ليس صحيح أن لبنان بات مستعمرة ايرانية فلا تغرنكم سطوة سلاح حزب ايران، ودعوة هذه الشعوب بأعلى الصوت الى عدم ترك الخليج للبنان كفريسة للولاية الايرانية، والى ضرورة التعامل مع اللبنانيين وفق الآية الكريمة:«ولا تزر وازرة وزر أخرى».