IMLebanon

الخارجية تتسلّم من الأميركيين الاتفاق استغراب للتوتر في لبنان تزامناً مع هدنة سوريا

تلقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بصفة لبنان عضوا في “المجموعة الدولية لدعم سوريا” من وزارة الخارجية الاميركية، نص الاتفاق الذي عقد بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف حول هدنة في سوريا، وينص على أن الاطراف المشاركين في القتال سيعلنون ما اذا كانوا سيوافقون على وقف الاقتتال في موعد أقصاه الساعة 12 بتوقيت دمشق غدا الجمعة، على ان يبدأ العمل بوقف العمليات القتالية منتصف الليل. واستثنى الاتفاق “داعش” و”جبهة النصرة” وأجاز استمرار الهجمات التي تشنها على التنظيمات المصنفة إرهابية.

وأفادت مصادر وزارية أن ما يؤسف له، أنه فيما تضع الدول الكبرى ثقلها في مجلس الامن من أجل إنجاح المساعي التي تبذل توصلا الى ترسيخ هدنة لاطلاق مفاوضات سياسية في جنيف بين ممثلين عن النظام وآخرين عن المعارضة، لا نرى أي تحرك لمساعدة لبنان على تجاوز المحنة التي يجتازها مع السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي. كما أن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي يتتبع الاخبار ولا يحاول ان يبذل اي مساع مع الرياض ولا مع ابو ظبي والمنامة والدوحة، وجميعها منعت رعاياها من المجيء الى لبنان، ولم تستسغ قرار الحكومة الذي اعتبرت الرياض انه لا يفي بالمطلوب.

واشارت الى ان ما يرضي المملكة ليس في وسع الحكومة القيام به، فهي عاجزة عن إقناع “حزب الله ” بما تريده الرياض، وهو في جوهره يندرج في سياق الصراع السعودي – الايراني. الاطراف المتصارعة تتبادل الحملات الاعلامية والسعودية تمتلك معلومات استخباراتية عن دعم عسكري وامني للحزب من أعداء المملكة في تلك الدول. وافادت انه امام مشكلات متشعبة لا يمكن لبنان ان يضع حدا لمسائل عسكرية متصلة بدول خليجية عدة، وليس في وسع أي دولة مهما علا شأنها القيام بما تطلبه المملكة من لبنان، لأن ذلك سيشكل مواجهة قد تتحول الى حرب بين اللبنانيين.

واستدركت ان في إمكان القوى السياسية اللبنانية المؤيدة للحزب والمخاصمة له ان تلتقي لتطلب منه وقف الحملات الاعلامية ضد السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي. إلا أنه في المسائل ذات الطابع العسكري، الحكومة عاجزة عن إقناع قيادة الحزب بوقف العمليات التي تقوم بها في سوريا دعما لقوات النظام، لأن ذلك شأن إقليمي يتخطى الحدود.

ودعت الى اللجوء الى دول صديقة، وهو ما تقوم به فرنسا من أجل إقناع الرياض بتفهم الحالة اللبنانية التي لا يمكن نسفها باتخاذ قرارات تشعل صداما محليا ليس في استطاعة لبنان تحمّل نتائجه. ولاحظت أن إيران تلزم الصمت إزاء الاتهامات التي تكال لها من مسؤولين سعوديين أو من سياسيين لبنانيين يعارضون سياستها في لبنان، كما أن التهم التي وجهت في الساعات الاخيرة الى الحزب عن تدخلات له لمصلحة الحوثيين والمعارضة في طهران لم’يردّ عليها. واعترفت بأنه لا يمكنها التكهن بما ستؤول اليه ما تثيره السعودية من تدخلات ذات طابع إقليمي بأيد لبنانية.