«تعا ننسى، تعا ننسى، الإيام اللي راحوا…»
ننسى سبعة عشر عاماً من الحرب البشعة المُدمِّرة، من دون أنْ نعرف حقيقة لماذا اندلعت، وكيف تمَّ زجّـنا في أتونها، ولماذا وعلى أي أُسُس توقفت.
ننسى كيف أضحى أمراء الحرب الأهلية وعُتاتها، أمراء سلم ودُعاة وحدة وطنية وتعايش مشترك.
ننسى اتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني، واتفاق الدوحة، وإعلان بعبدا 2012، وطاولات الحوار، والدستور المقدّس الذي عُدّل لمرّة واحدة فقط.. مرّات!
ننسى التمديد تلو التمديد، والتجديد، والشغور الرئاسي، والاغتيالات السياسية، وحرب داحس 8 آذار مع غبراء 14 آذار، والإبراء المستحيل، و7 أيار 2008…
ننسى قوانين الإنـتخابات التي فُصّلت على مقاس بعض السياسيين في انـتخابات 1992 و1996 و2000 و2009، والتي لم تراع العدالة أو التمثيل الصحيح، والتي استثنت الكوتا النسائية، واقتراع العسكريين، والشباب عبر إغفال خفض سن الإقتراع.
ننسى تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية، والمجلس الإقتصادي الإجتماعي، والمجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، والمجلس الدستوري.
ننسى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، وضمان الشيخوخة، وتعويض نهاية الخدمة، وتأمين الإستشفاء، وتدنّي الأجور، وسلسلة «السلسلة»..
ننسى زفت الطرقات، وانقطاع الكهرباء والماء، والخلوي، والإنترنت، والمازوت، والأغذية الفاسدة، والأدوية مُنتهية الصلاحية، والأمن والخطف والسرقات واختفاء السيارات، والسلاح الفالت والقتل العشوائي لأسباب تافهة، والعمالة الأجنبية، والنزوح السوري…
ننسى تعزيز الجامعة اللبنانية، والسماح بالترخيص بإنشاء الجامعات والكليّات كالفِطر، ونقص المدارس والمهنيات الرسمية، والكتاب الموحّد للتربية الوطنية.
ننسى صندوق المُهجّرين، وصندوق الجنوب، والإنماء والإعمار، ودعم التبغ والتنباك والشمندر السكري والتفاح والقمح…
ننسى الضرائب، والدين العام والعجز، وسعر صرف الليرة والفوائد المصرفية، والخصخصة، وباريس 2، ودمج المصارف، وإفلاس المؤسّسات التجارية وتعثّرها وتسريح العاملين، والإنماء المتوازن، والزراعات البديلة.
ننسى بنك المدينة، وملفات تبييض الأموال، وملف الفساد والإصلاح، والاختلاسات، والتلزيمات والصفقات، وملف التجنيس، وملف التوطين، والهجرة، وفضائح الاتصالات.
ننسى تلفزيون لبنان، وفائض الموظّفين في إدارات الدولة، ومصرع قضاة قصر العدل في صيدا، ودويلة مخيّم عين الحلوة، وفضيحة الطوابع الأميرية، وملف صندوق تعاضد المعلّمين، وفضائح البيئة والبراميل السامة المدفونة، وملف العمروسية، وملف النفايات، وملف فضيحة النفط، وملف الفيول، والمستشفيات الحكومية، والتعدّي على الأملاك العامة البحرية والنهرية، ومخصّصات البلديات، وملف المهجرين، وملف الكسارات والرمل والبحص.
ننسى الثلاثة ملايين «ضيف» فلسطيني وعراقي وسوري، وننسى المُقيمين بشكل غير شرعي.
ننسى الدويلات داخل الدولة..
مهلاً، لقد نسيت الهدف من كتابة هذا المقال.. استميحكم عذراً!