“أطلق مواقف تخالف السياسة الأميركيّة بموضوع حلّ الدولتين”
السفير طباره لـ “الديار”: زيارة نتنياهو الى واشنطن فاشلة
يفتِّش عن انتصار لم يحقّقه… وبدأ يودِّع حياته السياسيّة
تعكس المواقف التي أطلقها رئيس وزراء “إسرائيل” بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي، استمراره في حربه على غزة وجنوب لبنان، وإن كانت هذه المواقف قد أتت في اتجاه معاكس للسياسة الخارجية الأميركية، وللاقتراحات التي قدمها الرئيس جو بايدن من أجل وقف الحرب.
ويقول السفير السابق في واشنطن رياض طبّاره لـ “الديار” في قراءة له لزيارة نتنياهو وخطابه وطريقة التعاطي معه في واشنطن، ان “الزيارة وفي اليوم الثالث لها، كانت فاشلة لأسباب عديدة بكل ما لهذه الكلمة من أبعاد، في ضوء المقاطعة الواضحة له، لأنه لم يكن في استقباله في المطار أي موفد من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية، كما أنه بقي خارج أي نشاط ولم يستقبله أي مسؤول من إدارة الرئيس جو بايدن، الذي انتظر حتى إلقاء خطابه في الكونغرس قبل أن يحدّد له موعداً، وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس دونالد ترامب”.
ويشير إلى أن “نائبة بايدن والمرشحة للرئاسة كامالا هاريس قد رفضت أن تترأس اجتماع مجلسي النواب والشيوخ الذي سيتحدث فيه نتنياهو، وأوكلت هذه المهمة إلى الصف الثاني، ولكن امتنع الشخص المكلف بهذه المهمة، فكان تكليف مسؤول في الإدارة من الصف الثالث، كما أن أكثر من 90 نائباً قد قاطعوا الجلسة والخطاب، حتى ان البعض قد تحدث عن أن الزيارة هي نوع من الفضيحة، فيما اعتبرت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي أن خطاب نتنياهو هو الاسوأ”.
ويلفت إلى الزيارة التي كان قد قام بها نتنياهو في العام 2015 إلى واشنطن وتحدث أمام مجلسي النواب والشيوخ، مؤكداً أنه “دفع بالرئيس باراك أوباما إلى البقاء في منزله، وبالتالي كان في موقع قوي ويتمتع بنفوذ كبير في الكونغرس، وذلك خلافاً لما عليه الواقع اليوم”.
ويشير إلى أن “الإستقبال البارد لنتنياهو من قبل واشنطن، يعكس مدى تراجع نفوذه، وذلك بمعزلٍ عن حجم التأييد من خلال التصفيق له خلال حديثه، فقد كان التصفيق يحصل عند كل كلمة يلقيها، إذ سجل الإعلام الأميركي تصفيقاً لمئة مرة وهو رقم غير مسبوق ويفضح الإعداد له من قبل الإيباك أو اللوبي اليهودي”.
أمّا بالنسبة لمضمون خطاب نتنياهو، فلفت إلى أن ردود الفعل الأميركية كانت “قاسية جداً ووصفته بالكلام الفارغ، خصوصاً وأنه وصف المتظاهرين ضده بأنهم بلهاء وبأنهم متحالفون مع إيران، بينما في الواقع هم يهود، وهذا ما تحدثت عنه المقالات والتعليقات الواردة في الصحف ووسائل الإعلام الأميركية، حتى ان أصدقاء إسرائيل، وفي مقدمهم السيناتور الذي رشّحه ترامب ليكون نائبه، قد قاطع اجتماع الكونغرس علماً أنه صديق لإسرائيل”.
واللافت، بحسب طبارة أن “مضمون خطاب نتنياهو، قد خالف كل الاقتراحات والمقاربات الأميركية للوضع في غزة والضفة الغربية، وتحديداً لجهة رفضه حل الدولتين، بمعنى أن كلامه كان ضد السياسة الأميركية، وهو ما يعكس حجم التراجع الذي وصل إليه نتنياهو، كما حجم التباعد بينه وبين إدارة بايدن”.
وعن أبعاد وتداعيات مواقف نتنياهو لجهة الحرب في غزة والجبهة في جنوب لبنان، يرى أن “لا تغيير على هذا الصعيد، لأن ما من توجّه واضح لدى نتنياهو الذي ما زال يبحث عن انتصار لم يحقّقه، حيث انه أعلن أنه سيوقف إطلاق النار عندما يحقِّق هذا النصر، وإنما من دون تحديد طبيعة هذا النصر”.
وعن المرحلة المقبلة، يكشف أن “نتنياهو هو على خلاف واضح مع المؤسسة العسكرية ولم تتضح بعد الخطة التي سيقوم بها في غزة، بينما ما من تغيير في السياسة الأميركية تجاه حرب غزة، بمعنى أن ما قبل زيارته إلى واشنطن ستكون كما بعدها، ولكن نتنياهو بدأ يودع حياته السياسية”.
وممّا تقدم يستنتج طبارة، بأن “سياسة أميركا لن تتغير ودعمها “لإسرائيل” لن يتغير، على الرغم من التغيير والتراجع في نفوذ نتنياهو ولكن ليس في نفوذ إسرائيل”.