من الواضح أن المشهد العسكري قد تبدّل، لا سيّما بعد إدخال قيادة العدو الإسرائيلي سيناريو الاغتيالات على المواجهة الحاصلة، ما يوحي بدخول المنطقة في مرحلة جديدة من توسيع دائرة المواجهات العسكرية والاستخباراتية، وذلك بعد مرور حوالى ثلاثة أشهر على عملية طوفان الأقصى، أو ربما بدء مرحلة نهاية الحرب على غزة.
وفي قراءةٍ للمعطيات المستجدة في المشهد العسكري، وما إذا كانت الحرب على غزة، قد اقتربت من مرحلة الحلول أو ستتحول إلى حربٍ شاملة، كشف السفير اللبناني السابق في واشنطن رياض طبارة لـ “الديار”، أن “الولايات المتحدة الأميركية كانت قد طلبت منذ البداية من “إسرائيل”، الابتعاد عن الانتقام في ردّها على عملية طوفان الأقصى، بمعنى أنه لا يجب أن تكون الضربات انتقامية وموجّهة إلى المدنيين من الشعب الفلسطيني، لأن ذلك سيؤدي إلى خسارة تأييد الرأي العام العالمي، وطلبت من بنيامين نتنياهو اعتماد سيناريو عمليات الاغتيال”.
واشار الى إن “الأميركيين لم يكونوا موافقين على المرحلتين الأولى والثانية من الحرب في غزة، وطلبوا من نتنياهو الانتقال إلى المرحلة الثالثة لأنها أكثر إيلاماً، ولا تؤثر في المدنيين وفيالرأي العام العالمي، وقد قال الرئيس الأميركي جو بايدن للمسؤولين “الإسرائيليين”: أنتم فقدتم أعصابكم وفعلتم كما فعلنا بعد الهجوم الذي تعرّضت له أميركا في العام 2011، حيث قمنا بعملية كبرى وضربنا أفغانستان وهذه كانت غلطة”.
وعن ملامح المرحلة المقبلة، لاحظ أنها “ستشمل تنفيذ “إسرائيل” هذا النوع من العمليات، أي ضربة موجعة مقابل ضربة موجعة، أي كما كانت المرحلة الماضية مع حزب الله، وفق معادلة هدف مقابل هدف، ومدني مقابل مدني، ومبنى مقابل مبنى”. لكنه استدرك مشدّداً على “أهمية ضبط هذه العمليات، من خلال ضوابط اشتباك جديدة، حيث ان الأميركي سيقوم بِدَوزنتها، وبالتالي فالمرحلة الثالثة بدأت، وأتصوّر أنه بعد الذي حصل في إيران، فإن الأمور غير مضبوطة، في ضوء التفجيرين اللذين ذهب ضحيتهما المئات، والملفت أن أحداً لم يعلن مسؤوليته عن العمليتين، ولكن برأيي فإن المتصارعين تحوّلوا إلى المرحلة الثالثة، وفق ما حصل في الضاحية الجنوبية”.
وعليه، توقع أنه “من الآن وصاعدا،ً سيتمّ وضع ضوابط للعبة بشكل أوضح في المرحلة المقبلة، لأن “الإسرائيليين” لم يعد بإمكانهم خوض معارك كالتي حصلت في غزة، لأن الأمر سيستلزم منهم سنوات عديدة لإنهاء حركة حماس، على الرغم من أن بنيامين نتنياهو يتمنى استمرارها لسنوات عدة لإطالة عمره السياسي”.
وحول الوضع في الجنوب اللبناني، إعتبر السفير طبارة، أن “قواعد الاشتباك ستبقى على حالها، بين “الجيش الإسرائيلي” والمقاومة، وهذه هي المرحلة الثالثة التي تعني أنه ليس في الأفق حرب مفتوحة وإقليمية، إنما عمليات اغتيال متبادلة، في حين أن الناس متخوّفة من تحوّل هذه الحرب إلى حرب مفتوحة”.