يستبعد الرئيس ميشال سليمان انتخاب رئيس للجمهورية قبل بلورة حل للازمة السورية التي ستستأنف المفاوضات في شأنها بين وفدين يمثلان النظام والمعارضة غدا الجمعة، على الرغم من أنه لا يمكن التكهن بما قد تثمره من نتائج. ويرى أن استمرار تطيير النصاب هو تمديد للفراغ الرئاسي، مؤكدا أهمية الجهود التي بذلها البابا فرنسيس الثلثاء الماضي مع الرئيس الايراني حسن روحاني الذي استقبله في الفاتيكان، كما فعل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لدى استقباله الزائر نفسه الذي وعد بالتشاور في هذا الطلب مع القيادة لدى عودته الى طهران بعد جولته التي ستشمل ايضا مصر وسلطنة عمان. ويشدد على أن المهم هو ما ستكون عليه النتيجة، لانها ليست المرة الاولى يجري هولاند اتصالات من هذا النوع، لكنها المرة الاولى يطلب البابا ذلك مباشرة من روحاني.
ويؤكد سليمان انه مع ملء الشغور في قصر بعبدا في أقرب وقت، لكن المعطيات المتوافرة لديه لا تؤشر الى ذلك، لان الاستحقاق الرئاسي تحول ورقة ضغط إقليمية.
ويؤيد التقارب بين “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية”، إلا أنه يشجع انتخاب رئيس الجمهورية ليس بقاعدة شعبية مارونية بل بقرار وطني يدعمه معظم الزعماء السياسيين من قادة الطوائف، اذا لم يحظ بالتأييد الجامع له، بحيث يصبح أصلب في القرارات الوطنية التي تطرح عليه. ويدعّم موقفه بأن الجيش يؤدي واجبه على اكمل وجه لانه يضم ضباطا وجنودا من جميع الطوائف، وليس من طائفة واحدة او أكثر كما النسيج الوطني اللبناني. ويعترف بأن للجيش فضلا كبيرا عليه لانه بفضله تمكن من الوصول الى قصر بعبدا. ويشدّد على أهمية الحفاظ على هذه المؤسسة التي هي الضامن لحماية لبنان من الهزات التي يتعرض لها، وهو يثبت كل يوم قدرة ضباطه وجنوده في الحفاظ على الحدود وعلى الامن القومي، من دون أن ننسى أنه تولى حماية التجمعات في كل من ساحتي الشهداء ورياض الصلح لكل من 14 و8 آذار بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2015. ويشدّد على اهمية حماية الجيش وبقية المؤسسات الامنية التي تؤدي دورا كبيرا في حماية المواطن. ويلاحظ زائر سليمان مدى تعلقه بالمؤسسة العسكرية، فقد سكن في منطقة اليرزة حيث يشاهد من مكتبه مبنى وزارة الدفاع في منطقة يحميها الجيش ويشعر هو بالامان فيها. ويلاحظ زائره كم ان سليمان يشدد على اهمية الحفاظ على النظام المصرفي في لبنان لانه يحمي لبنان ونظامه في وجه العواصف التي تحيط بالبلاد، وفي رأيه ان هذا النظام برهن على فاعليته اكثر من مرة على الأخص في أزمات مالية كبرى وقعت في اميركا ومر فيها أكثر من بلد عربي، والمصارف التي يحاول البعض التفريط بها يجب أن تبقى منيعة.
ولا يتردد سليمان في اتهام جهات سياسية معروفة بأنها تقف وراء الحملة التي تستهدفه، وترمي الى “إعدامه سياسياً” لانه لم يؤيد مواقف لا تتماشى مع نهجها ويصف تلك الحملة بأنها تجن عليه لكونها عبارة عن مجموعة افتراءات مختلقة لا تستند الى أي حقيقة أو واقع. واستغرب “آخر الاكاذيب” التي سيقت ضده، وهي انه يستعد لفتح مصرف له، وأكثر ما أزعجه القول إنه أهدى مسدساً لهشام ضو كتب عليه انه إهداء منه لمطلوب للعدالة متهم بقتل المقدم ربيع كحيل.