IMLebanon

حَصِّنوا البلد  فالمنطقة في عين العاصفة

إرحموا لبنان وارحموا اللبنانيين…

في العواصف التي تمرُّ فيها المنطقة، لا بل في الزلازل والأعاصير التي تمرُّ بها، نسأل أين يقف السياسيون والمسؤولون اللبنانيون؟

وفوق أيِّ منصَّة؟

وفوق أيِّ منبر؟

وصلت المنطقة إلى حالٍ من الخطورة لم يعد من السهل عودتها منه أو إعادتها إلى الوراء:

قتلٌ وذبحٌ وإحراق!

ولا يُعرَف ماذا يُخبِّئ الغد؟

نقول هذا الكلام لأنَّ تنظيم داعش، الذي يقوم بهذه الأعمال علناً ورسمياً ويوثِّق أعماله بالصوت والصورة والفيديو، لا يستحي بما يقوم به. وما يعني لبنان من كلِّ ذلك أنَّ هذا التنظيم بات على تماسٍ معه، فكلُّ المعلومات والمعطيات على الأرض تؤشِّر إلى أنَّ هذا التنظيم يحتلُّ شريطاً مع لبنان في السلسلة الشرقية، ولم يعد يشاركه أحدٌ في تلك المنطقة، من الفصائل السورية المعارضة فباتت الأرض له مباحة، ولا يُعرَف متى يعاوِد محاولته القيام بأيِّ عملٍ ضدَّ الجيش اللبناني.

***

تلك هي الصورة، فبماذا يتلهَّى المسؤولون والسياسيون اللبنانيون حيالها؟

بات مملاً القول إنَّهم يتلهون بالحوض الرابع والكازينو، فهذا العيب المتمادي بات لزاماً وضع حدٍّ له.

إنَّ عبارة تحصين الوضع الداخلي باتت تأخذ معناها الحقيقي، بعد التطورات المتسارعة في المنطقة وامتداداتها إلى لبنان، شئنا أم أبينا، وعليه فإنَّ الأولوية يجب أن تكون للخطة التالية:

– وقف كل المماحكات بين السياسيين والمسؤولين، التي لا طائل منها، فإنها لا تخدم سوى خصوم لبنان وأعدائه، وتترك البلد مرمياً ومنسياً من دون أن يتلفَّت إليه أحد.

– الإلتفاف حول الجيش اللبناني ودعم خطواته، ولا سيّما على الحدود الشرقية، حيث الخطر الآني داهماً، وهذا الأمر يقتضي عدم إلهائه في معارك جانبية في الداخل، غالباً ما تكون هامشية لكنَّها تلهيه عن مهمته الأساسية في الوقت الراهن وهي مواجهة التنظيمات الإرهابية.

– التعجيل في بتِّ إحتياجات الجيش وتسريع الإتفاقات المعقودة لتسليمه ما يحتاج إليه من أسلحة وأعتدة، فالظروف التي يمرُّ بها البلد لا تحتمل ترف الإنتظارات التقليدية في وقتٍ يقف الإستقرار فيه على كفِّ عفريت.

– تفعيل آلية عمل مجلس الوزراء بحيث لا يعود مؤلفاً من 24 رئيساً للجمهورية، فالدستور واضح في آلية إتخاذ القرارات، ولا حاجة إلى بِدع في عهد الشغور، إذ يكفي هذا البلد ما فيه من هرطقات.

***

تلك هي الآلية التي يمكن اعتمادها للخروج من ازدراء الوضع الذي نعيش فيه، وما لم تتحقق هذه الآلية فإنَّ الأوضاع ستذهب من سيئ إلى أسوأ خصوصاً أنَّ كل المؤشِّرات تدل على أنَّ تطورات المنطقة تتجه في مسار تصعيدي وتصاعدي، لا تهدئة فيه، فإذا لم يكن في استطاعتنا التأثير في هذه التطورات، فعلى الأقل لنحصِّن أنفسنا.

أما التحصين الأكثر فاعلية فلا يكون سوى بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وفي ما عدا ذلك كلام هراء.