Site icon IMLebanon

«مستقبليون»: لدعم السنيورة!

 

 

أتى إعلان رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، أنّ ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة «موضع درس جدّي» لديه، ودعوته اللبنانيين والسُّنة خصوصاً، الى المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة ترشيحاً واقتراعاً، وعدم المقاطعة أو الاستنكاف، ليخلط الأوراق سنّياً ووطنياً.

إثر إعلان السنيورة هذا الموقف في مؤتمره الصحافي الأربعاء الفائت، ساد انطباع لدى البعض، بأنّ السنيورة يحاول أن يرث رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري سياسياً، أو أنّه يخالف توجّهاته. وأتى نشر الأمين العام لـ»المستقبل» أحمد الحريري صورة لرئيس «التيار الأزرق» معلّقاً عليها بالقول: «موقفك وحده يمثلني»، إثر مؤتمر السنيورة، ليؤكّد هذا الانطباع، إذ اعُتبر أنّه يعبّر عن موقف الحريري الممتعض والحذر من خطوة السنيورة. لكن توازياً مع هذا الجو، هناك جوّ معاكس في «المستقبل» يؤيّد قرار السنيورة ويدعو الى دعمه.

 

الأخذ والردّ الذي أرخاه مؤتمر السنيورة، وبعده «تغريدة» أحمد الحريري، حسمهما منسّق عام الإعلام في تيار «المستقبل» عبد السلام موسى، في مقابلة تلفزيونية، موضحاً موقف «التيار» من ترشُّح السنيورة، وهو: «احترام الرئيس السنيورة. كذلك إنّ تقدير مواقفه ليس محل تشكيك، والثوابت التي طرحها جزء لا يتجزأ من الأجندة السياسية لتيار «المستقبل»، لكن في موضوع الانتخابات اختار السنيورة مساراً يختلف عن المسار الذي اتخذه الرئيس الحريري، وهو أمر يعنيه ولا يعني تيار «المستقبل» الملتزم بقرار الحريري».

 

السنيورة أوضح خلفية قراره، وذلك لـ»عدم إخلاء الساحة»، كذلك لكسر هيمنة «حزب الله» و»استعادة سيادة الدولة الحرة والمستقلة وقرارها الحر ودورها وسلطتها الواحدة والحصرية». وأكّد في مؤتمره الصحافي، وبعد زيارته دار الفتوى أمس الأول، أنّه «ليس هنا لكي يحلّ محلّ الحريري، وأحد لا يُمكن أن يرثه، فهو زعيم لبناني له كلّ الاعتبار.. وليس هناك مطلقاً أيّ عملية وراثة. فالرئيس الحريري موجود ومستمرّ، وفي إمكانه متى أراد، العودة الى لبنان وأن يمارس العمل السياسي، وسنكون الى جانبه ومعه». وأشار السنيورة، الى أنّ الحريري يعرف موقفه وبحثا فيه مرات. لكن على رغم ذلك، ترى جهات سنّية أنّ «الحريري قد يكون ممتعضاً من قرار السنيورة، وأنّ هناك خشية من أن يغتنم السنيورة الفرصة لكي يكون قائد المشهد، فضلاً عن أنّ هناك عوامل معينة أملت على الحريري أخذ قرار تعليق عمله السياسي، وبالتالي قد «يخربط» قرار السنيورة ذلك».

 

من جهتها، توضح مصادر في تيار «المستقبل» أنّ «الحريري لم يقل إنّ أحداً لا يمكنه أن يترشح الى الانتخابات، بل أوعز بعدم الترشح بإسم التيار، وبالتالي، إنّ موقف السنيورة لا يتعارض مع موقف الحريري». أمّا لجهة إمكانية إقبال جمهور «المستقبل» على الإقتراع للسنيورة في حال أقدم على الترشُح، فتعتبر هذه المصادر أنّ «هذا الأمر يحتاج الى رضى أو مباركة علنية من الحريري». وإذ تشير الى أنّها نصحت بذلك، توضح أنّه «نوع من إعلان رضى الحريري على أن لا مانع أو اعتراض على ترشُح قريبين من التيار».

 

«خيار السنيورة لحماية ظهر الحريري أثناء غيابه أكثر ممّا هو العكس»

كذلك لا توافق المصادر نفسها على نظرية أنّ «السنيورة يريد أن يرث الحريري في زعامة السنّة»، معتبرةً أنّ «السنيورة قد يكون من الأكثر صدقاً مع الحريري والذين يريدون حماية ظهره»، مشيرةً الى أنّ «اقتناع السنيورة، مع احترامه لقرار الحريري، هو أنّ الفراغ غير مقبول ويؤدي الى ترك الساحة لأشخاص لا يستأهلون تمثيل هذه الساحة، وبالتالي إنّ خيار السنيورة لحماية ظهر الحريري أثناء غيابه أكثر ممّا هو العكس، فضلاً عن أنّ عمر السنيورة وتجربته لا يسمحان بمغامرات مثل هذه».

كذلك يجري تواصل بين السنيورة وعدد من الشخصيات السنّية، التي تعتبر أنّ لديه أفكاراً ورؤية وهواجس، وأنّ «قسماً كبيراً من «المستقبل» يتشارك معه هذه الهواجس، وهذا لا يعني أنّ أحداً يخلّ بقرار الحريري، فسعد الحريري هو الزعيم وسيبقى. لكن السؤال: «ماذا يُمكن أن نفعل في انتظار عودته الى السياسة، هل ندع «حزب الله» يسيطر على كلّ شيء في البلد؟ ولمن نترك الساحة؟». وتعوّل هذه الشخصيات على «حراك مثل الذي يقوم به السنيورة، لإعادة تصويب البوصلة وتشجيع الناس الذين لديهم تمثيل حقيقي، لكي يترشحوا تحت الشعار الذي طرحه».