بهية الحريري تخوض معركة سعد والإلتزام بقراراته
الذين عايشوا مرحلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكانوا من الفريق المقرب جدا منه، يَروون ما حصل في الطائرة التي أقلّتهم في طريق العودة الى بيروت، بعد انتهاء زيارة الحريري الاولى الى الولايات المتحدة الاميركية كرئيس للحكومة برفقة وفد من كبار المستشارين. واثناء الرحلة طلب الشهيد الحريري من وزير سابق الجلوس الى جانبه وسأله عن استنتاجاته وملاحظاته؟ واتفقا ان يكون الرد مكتوبا، والمفارقة ان الجواب كان متطابقا كليا: «فؤاد السنيورة الاقرب الى الاميركيين منا جميعا والاخطر». وقد فوجئ الحريري والوزير السابق بردهما الموحد، حيث توافقا ان علاقة السنيورة المباشرة بالاميركيين قديمة جدا، وبنيت من وراء ظهر الشهيد الحريري، الذي احتفظ «بالردين» بحسب الوزير السابق. وقد توالت اختبارات الحريري للسنيورة، وجاءت النتائج لتؤكد انتماءه للاميركيين اولا وبشكل مطلق، حتى انها تتقدّم على علاقته بالمملكة العربية السعودية، مما دفع الحريري الى ابعاده عن العديد من حكوماته، وحصر مهامه بأمور محددة كيلا يثير غضب الاميركيين. وقد أبلغ الحريري هذه الحادثة الى مرجع كبير في الدولة.
ويعيد الوزير السابق التذكير في هذه القصة المعروفة لدى المقرّبين والتي انتشرت ووصلت الى السنيورة بعد سماعه المؤتمر الصحافي الاخير له ورد احمد الحريري عليه، ولم يستغرب الوزير السابق ان تكون الطعنة الاولى لسعد الحريري من السنيورة عبر الدعوة الى المشاركة في الانتخابات ودعوة السنّة الى كثافة الاقتراع بعكس قرارات رئيس «المستقبل»، وانه حاول الايحاء ان الساحة السنية لم تتأثر بغياب سعد الحريري، وان «حضوره كغيابه»، وهذا يشكل دفنه سياسيا.
وتكشف مصادر عليمة عن اتصال اجراه السنيورة بسعد الحريري والذي اكد فيه على مواقفه السابقة من الاستحقاق، فيما ابلغه السنيورة رغبته بالترشح وعدم ترك الساحة، وهذا ما ادى الى توتر في النقاش، فاصرّ السنيورة على موقفه، حسب المصادر العليمة التي تؤكد ان السنيورة سيترشح، لكنه لم يحسم حتى الآن ان كان في صيدا او في بيروت، وقد دعا مسؤولين في «تيار المستقبل» للتشاور، والمفاجأة ان الحضور اقتصر على عدد محدود من الاشخاص، كما ان احد السياسيين البارزين الى جانب سعد الحريري وجه انتقادات قاسية الى السنيورة «وجها لوجه» وابلغه ان رد احمد الحريري عليه حظي بموافقة سعد الحريري و»عمته» بهية الحريري التي تخوض معركة سعد داخل «تيار المستقبل» وداخل عائلة رفيق الحريري.
حتى ان المصادر تشير الى ان الشكوك في سياسات السنيورة تحوم لتشمل بهاء الحريري ونازك الحريري، علما ان السنيورة تعرّض لاقسى حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار تسريبات عنه انه ينوي الترشح، وتبين ان معظم المغرّدين هم من «تيار المستقبل». ويذكر هنا، انه بات معلوما و»معمما» ان كل من يترشح من «تيار المستقبل» الى الانتخابات، عليه ان يقدم استقالته فورا من «التيار»، علما ان دار الفتوى ابلغت الجميع انها على مسافة واحدة من كل المرشحين.