Site icon IMLebanon

فؤاد السنيورة يُنقذ «القوات».. ولا يجد من يُنقذه

 

 

نجح فؤاد السنيورة في تشكيل لائحة انتخابية في دائرة بيروت الثانية، وفشل في فعل الأمر نفسه في دوائر كثيرة، فاستعاض عن تشكيل اللوائح بترشيح أشخاص على متن لوائح أخرى، الأمر الذي يعكس فشله في خلق الزعامة التي يسعى إليها، ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، كانت «القوات اللبنانية» المستفيدة الأكبر من هذا الفشل.

 

تأخرت المملكة العربية السعودية في إعلان موقفها من الإنتخابات النيابية، فتأثرت حركة السنيورة سلباً، تقول مصادر متابعة، كونه كان يعوّل على الدعم السعودي، لذلك وجد الرجل صعوبة في استقطاب الشخصيات السنية الوازنة، بالإضافة الى تعرّضه لحرب مباشرة من قبل سعد الحريري والشخصيات «المستقبلية» التي بقيت الى جانبه. كل ذلك منع السنيورة في تشكيل لوائح في الدوائر التي يكون الصوت السني فيها هو الأقوى.

 

بعد أن وقعت الواقعة جاء اتصال السفير السعودي في لبنان وليد البخاري برئيس الحكومة الاسبق للتهنئة بشهر رمضان الكريم، خطوة معنوية لن تغيّر بالمعادلة القائمة، بحسب المصادر، وإن كانت تُظهر رضى السعودية عن السنيورة، إلا أنها جاءت متأخرة بما يتعلق بالإنتخابات، فمن «ضرب ضرب، ومن هرب هرب».

 

عندما لم يتمكن السنيورة من تشكيل لوائح محسوبة عليه بشكل مباشر، اختار ترشيح بعض الشخصيات والبحث لهم عن لوائح، فكانت «القوات» الخيار الأنسب، بعد نصائح تلقاها السنيورة بضرورة دعم «القوات»، التي كانت تُعاني بدورها من صعوبة إيجاد حلفاء سنّة يكملون لوائحها ويمدّونها بالأصوات.

 

في دائرة صيدا جزّين، دفع السنيورة بالمرشح يوسف النقيب للتحالف مع «القوات اللبنانية» التي كانت تُعاني في إيجاد حليف صيداوي يُكمل معها اللائحة، ولولا تدخل السنيورة كانت ستغيب عن هذه الدائرة، لأن القانون يفرض وجود مرشح عن كل قضاء، وفي زحلة أيضاً كانت «القوات» تُعاني في إيجاد حليف سنّي بعد رفض مناصري «تيار المستقبل» التحالف معها، إلى أن جاء السنيورة بالحل عبر ترشيح أحد كوادر «المستقبل» السابقين بلال الحشيمي، وتحالفه مع «القوات» في الدائرة، علماً أن هذا التحالف من شأنه مدّ اللائحة بأصوات تفضيلية كثيرة، نظراً لوجود ما يزيد عن 50 ألف صوت سنّي في هذه الدائرة.وفي طرابلس أيضاً، كان لموقف أشرف ريفي، المقرب من السنيورة، تأثير كبير على «القوات».

 

استفادت «القوات» من السنيورة بتأمين غطاء سنّي وأصوات سنيّة، إلا أن رئيس الحكومة السابق، تقول المصادر، لم يتمكن من لعب هذا الدور في كل الدوائر، ففي بعلبك – الهرمل على سبيل المثال، أصبحت حظوظ «القوات» بالخرق قليلة جداً، نظراً لغياب الحليف السني، وفي دائرة البقاع الغربي راشيا، فإن حظوظ لائحة «القوات» معدومة أيضاً لنفس المشكلة، بعد رفض محمد القرعاوي ضمّ مرشح «القوات» الى اللائحة.

 

في الانتخابات المقبلة، تستفيد «القوات» من كل حلفائها، كالحزب «الاشتراكي» الذي كان الطرف الأضعف بالتحالف مع «القوات»، وفؤاد السنيورة الذي تمكن من تقديم الإضافة الى لوائح «القوات»، دون أن يكون لمرشحيه أو للائحته، الحظ الكبير بالوصول الى الندوة البرلمانية، حتى وإن كان مرشحه في صيدا قوياً، وفي زحلة أيضاً.