Site icon IMLebanon

حدث منذ 70 سنة!

 

 

قبل سبعين سنة، وفي مثل هذا اليوم (14 كانون الأول 1951) رحل عن عالمنا الشاعر والكاتب الصحافي، ابن بلدة فيع الكوراني، فؤاد سليمان.

 

كان سليمان كاتباً لعمود صحافي في جريدة “النهار”، وخلال نحو اربع سنوات، حتى وفاته، كان يكتب رأياً يومياً يمهره بتوقيع “تموز”. وفي هذه المقالة القصيرة كان يصبّ جام غضبه على الحكام وشوائب المجتمع ويرسم ما يراه ضرورياً لإخراج لبنان من أزماته وإنقاذ فلسطين من مُجتاحيها ودفع الشباب الى الإمساك بمصيرهم ومستقبلهم.

 

مات فؤاد سليمان والمشاكل التي أثارها وتعامل معها بصلابة ونقد لاذع لا تزال حية، بل ان هناك من ينفخ فيها الحياة بقوة.

 

صارت الشخصيات العامة موضع نقد “تموز” أحزاباً وحركات تمرست في قراءة كتاب “كيف تصبح طائفياً” وأضافت اليه فصلاً جديداً بعنوان “كيف تصبح مذهبياً مقيتاً”. وصار قبضاي الحي القادر على فك حبل المشنوق ميليشيات مسلحة تفتي في شؤون الدولة والدستور، تحلل وتحرّم، امام شعب مشدوه وعاجز عن الاحتجاج. وتحوّل “النوڤو ريش” الى طبقة كاملة لا تخجل من نتف ريش بقية المواطنين ثم الترشح لتمثيلهم في البرلمان.

 

في وقت مبكر، لحظة قيام الدولة الصهيونية، وقيام التظاهرات ضدها، نصح “تموز” الشباب الفلسطيني بعدم التظاهر والتوجه مباشرة الى الانتظام في عمل مسؤول يردع العدوان والاستيلاء على الأرض، وأيضاً ذهبت نصائحه الفلسطينية كما اللبنانية الى التجاهل والإهمال، ليصير لفلسطين الضائعة انظمة عربية وغير عربية تتحدث باسمها، وباسمها ترتكب الفظائع، أما شبابها الذين دعاهم لغير التظاهر فقد انتظروا طويلاً قبل الانتظام في فصائل تحرير ورفض وصمود وصولاً الى انقسامات على مستوى الفصائل والشعب نفسه.

 

عندما تُستعاد تموزيات تموز، يفخر المرء بكاتب من هذا النوع، تجرّأ على المحرمات وخاض معاركه الوطنية بعزم، ويأسف من جهة ثانية لأن مخاوفه تحققت والأمراض التي حذّر منها قبل سبعين سنة لا تزال تعيش وتتحوّر وتتألق على حطام وطن.