IMLebanon

الإنتخابات هزت صورة «الوطني الحرّ»… مُراجعة وورشة إصلاح داخليّة

 

 

ما لم تحدث مفاجآت غير متوقعة فان رئاسة مجلس النواب مضمونة حتما، ومن الدورة الأولى للرئيس نبيه بري لولاية سابعة، بعد ان اتضحت خارطة تصويت الكتل والنواب باستثناء «التيار الوطني الحر» الذي يتأرجح بين سيناريوهين: الاول باعطاء «لا» لبري، والثاني ترك الحرية لغير المحازبين او ما يحكى عن مقايضة بين الرئاسة ونيابتها.

 

لكن في الطريق لاستحقاق نيابة الرئيس، تجاوز التيار مطبا داخليا، حيث كان التوجه لترشيح النائب جورج عطالله للمنصب، الأمر الذي أحدث توترا داخل التيار لولا لم تجرِ معالجته بسرعة والسير بترشيح النائب الياس بو صعب.

 

ووفق ما تردد، فان بو صعب فرض قرار ترشحه فرضا، قاطعا الطريق على أسماء أخرى، وأفضت الاتصالات الى إعلان التكتل ترشيحه، علما ان ترشيح بو صعب يحظى بدعم من بري، الذي يميل من البداية الى بو صعب أكثر من خيار عطالله الذي يعتبره بري ممثلا مباشرا لرئيس التيار جبران باسيل في المجلس. وتردد في الأوساط السياسية، ان حماسة القيادة الحزبية لعطالله أكثر من بوصعب يعود الى أهمية الموقع ولقب دولة الرئيس الذي سيحصل عليه المرشح لهذا المنصب.

 

ما حصل وبقي مخفيا في كواليس ترشيحات التيار لإنتخابات نيابة الرئاسة الثانية، نموذج او صورة مصغرة عن تباينات كثيرة تحدث داخل التيار الوطني الحر، وقد ظهرت بشكل واضح في الإنتخابات النيابية بأداء نواب سابقين وحاليين، ومن أعلنوا استياءهم من عدم اختيارهم على لوائح التيار، وتسببوا بحرب اخوة وتصفية بعضهم بعضا، ويدرك الجميع ان هناك حالات خاصة تنامت داخل التيار لها حيثياتها وتتمايز عن باسيل، وتعتبر قنابل موقوتة في جسم التيار قد تنفجر في أي لحظة كحالة زياد أسود وابراهيم كنعان وسيمون ابي رميا و…

 

يواجه التيار جيشا من الأزمات، لكن المعركة الداخلية توازي اي استحقاق آخر، فما جرى في فترة حضانة الإنتخابات وقبلها وبعدها، «هز» صورة التيار وتضامنه، وتعمقت الأزمة بعد ظهور الأرقام الضعيفة التي نالها نوابه، فقراءة الأرقام بدقة تظهر هزالة التصويت المسيحي لمرشحيه، فنواب الشوف وعاليه «التياريين» فازوا بلعبة القانون النسبي، كما أعلن رئيس «التوحيد» وئام وهاب من أنه أعطى وطلال ارسلان ثلاثة نواب للتيار، وفي بعبدا خسر التيار مقعده النيابي الثاني الذي كان يشغله حكمت ديب، وتظهر أرقام البترون فرقا شاسعا بين أصوات نائب «القوات» غياث يزبك ورئيس التيار.

 

لهذه الأسباب بدأ التيار مراجعة الأرقام وتقييم نتائج العملية الإنتخابية، حيث يضع باسيل في أولوياته النهضة بالتيار وتحصينه من الأزمات، وبدأت كما تقول المعلومات ورشة الاصلاح في التيار وثمة خطوات قريبة يعلن عنها.

 

ويسعى التيار الى حجز موقع على الخريطة السياسية الجديدة من خلال تحسين وضعيته في انتخابات هيئة المجلس واللجان، وصولا الى مرحلة تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب لضمان استمرارية قوية للتيار في المستقبل قبل استحقاق تشرين الأول المقبل.