لا تزال الأوضاع ضبابية على غير مستوى وصعيد إن على صعيد الأزمة مع الخليج أو من خلال الوضع الحكومي إضافة إلى الأمور الاقتصادية المتدهورة في وقت باتت الاستحقاقات للإنتخابات النيابية والبلدية والرئاسية غير واضحة المعالم في ظل الطعن والطعن المضاد والخلافات والنكايات التي تحصل بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي ميشال عون ونبيه بري وحيث تدخل وفق معلومات مؤكدة في إطار تصفية الحسابات السياسية وعلى هذه الخلفية يرتقب أن تتصاعد وتيرة الخلافات بين التيار الوطني الحر وحركة أمل وخصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية والاستحقاقات الدستورية.
وفي هذا الإطار وعلى صعيد الأزمة الخليجية، فإن الأمور وفق أجواء عليمة تحتاج إلى تخطي إستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي إلى ما هو أكبر من ذلك بكثير بفعل الأزمة المستعصية، وعليه ينقل بأن الأمور لا زالت في مكانها وثمة معلومات بأنه وحتى نهاية الأسبوع الجاري قد تتوضح معالم هذه الأزمة، في حين هناك جهود مضنية تقوم بها أكثر من جهة عربية ودولية وصولاً إلى الاتصالات الجارية على المستوى الداخلي، تالياً وبالنسبة للوضع الحكومي فإن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حسم وضع ما يصار عن مقايضات لكن هناك معلومات بأن معاودة مجلس الوزراء إلى الاجتماع قد يتأخر كثيرا ًلأن المسألة باتت مرتبطة بالأزمة الخليجية وإستقالة قرداحي إلى موضوع التحقيقات القضائية حول جريمة المرفأ إلى تداعيات أحداث الطيونة وكل هذه المسائل والعناوين تأخذ وقتها وتشكل منحى خلافياً كبيرا ًما يعني أن البلد ذاهب في هذه المرحلة إلى توترات في ظل غياب أي مؤشرات دولية عن تسوية الأوضاع في المنطقة وعليه عادت الأمور إلى المربع الأول، بإنتظار ما ستؤول إليه المفاوضات النووية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية.
من هذا المنطلق يتوقع وأمام هذه التطورات والأحداث، أن يبقى الوضع في لبنان مدار مد وجزر وأخذ ورد في كل الملفات من الأزمة مع الخليج إلى ملف المرفأ ووصولاً إلى موضوع الأزمة المعيشية والتي يرشح لها بأن تشهد تفلتاً في الشارع خصوصاً مع غياب اجتماعات مجلس الوزراء واستمرار انهيار العملة الوطنية، وكل ذلك سيؤدي لاحقاً إلى فلتان أمني واعتداءات في ظل هذه الأجواء.