خلال اليومين المقبلين تنعقد جلسة جديدة في الرابية بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ويحضرها النائب ابراهيم كنعان عن التيار وملحم رياشي عن القوات وربما سيحضر العماد ميشال عون قسما منها وهذه الجولة سوف تليها لقاءات بين فريقي المحامين الذين سيعملون على انهاء الدعاوى المقامة بينهما بصورة نهائىة للانتقال الى مراحل جديدة من الحوار.
ويقول مسؤول رفيع في القوات اللبنانية اننا اصبحنا على مشارف الفترة الاخيرة من انتهاء المرحلة الاولى من المناقشات حول مواضيع شتى. ويضيف ان النقاش حول الجمهورية بدأ بشكل معمق والعمل يجري بتواصل دائم وهو اصبح اكثر منهجية حول المصالحة التي لا عودة عنها لتحقيقها على اساس ان يبقى التنافس السياسي حيث من الممكن ان يحصل والمساهمة بالتقارب والاتفاق حيث المساحة اوسع بذات المنحى الايجابي كي يتم إلغاء ما سمي بالخصام السياسي بعد اكثر من ثلاثين عاما من الخلافات. ولكن الحوار القائم جار وفق ما هو مقرر من قبل الطرفين ولا يمكن ابدا ان يتراجع ولا عودة الى الماضي مهما كلف الامر من نقاشات وحوارات مهما طال زمنها مع ان الآلية الموضوعة للحوار تتيح للكثير من مساحات التفاؤل بأن تظهر وبالتالي فإن هذا المسؤول استغرب بعض الاحاديث الاعلامية التي تحدثت عن بطء في الحوار بين الطرفين، كاشفا «ان لا صحة اطلاقا لهذا الامر بل ان كافة المواضيع تتم متابعتها حسب ما هو مقرر واين يمكننا ان نتفق لن نتراجع ابدا مع العلم ان القضايا المطروحة جميعها قابلة للنقاش بل ان المسافات اصبحت اقرب بكثير مما يظن البعض».
مصدر مسؤول في التيار الوطني الحر لاقى المسؤول القواتي على ذات الموجة من الاستغراب لما يشاع حول بعض البرودة في التواصل مؤكدا ان لقاءات سوف تعقد خلال اليومين المقبلين في الرابية مع امكانية ان يتواجد العماد ميشال عون شخصيا في هذه الاجتماعات وهذا دليل جدية عالية من قبل الطرفين. واكد المصدر ان موضوع الجمهورية نوقش واصبح في طور الانتهاء منه وان التقارب اكيد مع القوات اللبنانية ولا عودة الى الوراء خصوصا لناحية المصالحة التي هي على رأس الاولويات من ضمن قواعد للعمل المشترك او التصور الثنائي الموحد الذي يبقى للطرفين امكانية تسمية الوفاق ان كان بورقة تفاهم او ورقة مشتركة.
وكشف المصدر ان مسائل ثلاث يتم العمل عليها وهي:
ـ قانون الانتخابات النيابية.
ـ رئاسة الجمهورية.
ـ والجمهورية بحد ذاتها.
مصادر مطلعة على الحوار بين القوات والتيار اكدت من جهتها ان العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع مصممان اكثر من اي وقت مضى على المضي في الحوار حتى النهاية حتى في القضايا الخلافية المعقدة والتي ستستلزم لقاء بين القطبين حتى نضوج المراحل التي بدأ الاتفاق على الاولى منها، وتضيف المصادر المطلعة بالقول: ان نواب ومسؤولي الطرفين بدت كافة لقاءاتهم ايجابية بل ممهدة ومحبذة للحوار وهذا بتوجيه من القيادة العليا التي عممت كما اصبح معروفاً ضرورة عدم الخربطة او حتى مجرد الرد على اي تصريح يصدر من كلا الطرفين. وتعطي هذه المصادر دفعاً شعبياً لهذا الحوار من خلال الاستطلاعات التي جرت في المناطق المسيحية والتي أيدت بنسبة ما فوق التسعين بالماية هذا التلاقي بعيداً عن التفاهم حول اسم رئيس الجمهورية المقبل. وهذا ما يفسر حالة الاسترخاء القائمة على الارض بين الطرفين وحتى داخل الجامعات التي كانت تشكل اسباباً مباشرة لعراك الطلاب بشكل دوري الذي كان ينعكس بدوره على الجو العام. وتلفت هذه المصادر نقلاً عن اوساط الطرفين انه خلال اللقاءات الجارية تم التطرق الى ملف رئاسة الجمهورية دون الولوج الى المضامين الدقيقة بحجة نقله الى قيادات عليا في الطرفين في محاولة لايجاد ارضية مشتركة. وهذا الموضوع بالذات يجري العمل عليه حالياً. وتكشف المصادر بعيداً عن درجات الوصول الى التلاقي ان كافة الاطراف الداخلية تشجع هذا الحوار ان كان من قبل حزب الله وتيار المستقبل او الدول الاقليمية وحتى دوائر السفارات الاجنبية في لبنان وبالتالي فان قناعة ذاتية راسخة لدى عون وجعجع بضرورة الخلاص من هذا الجو الذي يؤثر على مصير المسيحيين ليس في لبنان فحسب انما في الشرق بكامله مع الصور الوحشية التي طالت الكنائس في العراق وسوريا وهذا ما يعطي دفعاً للتلاقي مهما كانت العوائق قائمة، فالقرار متخذ في الرابية ومعراب بالانتهاء من عهد الخصام الذي كانت نتائجه معروفة منذ عشرات السنوات والمجتمع المسيحي تواق ومشتاق للقاء زعمائه حتى من الكتائب وتيار المردة وحيث الاوضاع بينهما قائمة بصورة وفاقية وبالتالي فان الرئيس امين الجميل والنائب سليمان فرنجية لا يمكنهما الا ان يكونا مؤيدين لما يجري وهما في جو اللقاءات تباعاً وسوف يدعمان هذه اللقاءات ما دامت تخدم المصلحة المسيحية والوطنية فيما بعد.