نال الطبيب العوني ماريو عون في آخر انتخابات، 5124 صوتاً تفضيلياً فيما حصل الدكتور ( المتموّل) فريد البستاني على 2657، لكن التيّار، بتكتيكه الإنتخابي الجديد، فضّل “مصريات” البستاني (ومنجزاته) الحليف على العوني الأصيل. وفي انتخابات المتن، أبعد العوني حتى العظم، الطبيب نبيل نقولا عن لائحته، مفضّلا سركيس سركيس، أو بشكل أوضح، تمويل سركيس. وفعل باسيل الأمر نفسه بتفضيله روجيه عازار على الصهر المنافس العميد شامل روكز. كان باسيل يتمنى قلبياً رسوب عديله في ربيع العام 2018 وسيتحقق رجاؤه، على الأرجح بعد 48 يوماً.
إبعاد نقولا عن النيابة أبعده عن المشهد السياسي. لم يترشح هذه الدورة، بل بعث برسالة إلى المجلس السياسي (للتيار العوني) يُستشف منها أنه بات بحكم المستقيل، ولو لم تطلع منه تلك الكلمة. كتب نقولا “كنت فخوراً بانتمائي لهذا الخط السياسي منذ اكثر من ثلاثين عاماً، إنني لست نادماً على ما قمت به رغم كل الإغراءات، الوفاء بالنسبة لي عقيدة وفعل إيمان وكرامتي منبثقة من وفائي وأي مس بها هو شك بوفائي ولن اقبل به وافضل الخروج والعودة الى مكاني المحبب كمواطن عادي”. فماذا يُفهم؟
استقال أو لم يستقل، فخط الرجعة سالك بصعوبة أمام نقولا كما أمام ابن رئيس حزب الكتائب الراحل جورج سعادة. سامر استقال من رئاسة إقليم البترون ولم يخرج من الكتائب. حردٌ إنتخابي في انتظار ما ستؤول إليه معركة البترون. ففوز مجد بطرس حرب، سيُشعر رئيس الكتائب بزهو كبير. وإن سقط، سيبتسم سامر. لا سيشمت.
ومن الكتائبيين، ينضوي شاكر سلامة في صفّ الحردانين. حرد واستقال وترشّح ضد الوزير السابق سليم الصايغ. وستكون المعركة محتدمة بين الصايغ وسلامة، من يجمع أصواتاً أكثر في سلّته التفضيلية لا من سيدخل إلى برلمان الـ 2022. الإثنان على الأرجح سيحتفظان بلقب مرشّح سابق للإنتخابات.
ومن “التياريين”، ينضوي حكمت ديب في صف المبعدين. فقد حكمت محكمة رئيس حزب التيار جبران باسيل على ديب بالإبعاد عن السبق الإنتخابي، لحسابات لا يدركها سوى باسيل نفسه الذي يرضى عن فلان ويخاف من فلان ويقصي فلاناً “لا أعرف كيف يفكر رئيس التيار، ويقولون إن القرار مبني على نتائج الانتخابات التمهيدية التي أعتبرها مجحفة وغير عادلة”، قال الطبيب عون بلسانه، مؤكداً: “لا نقبل بالديكتاتورية، ويفترض أننا في حزب ديمقراطي” الافتراض حمّال أوجه. توفيق سلّوم من رأي عون وديب والعميد فايز كرم.
وفي ضفة 8 آذار، الأمور مستتبة. لا حرد معلن، باستثناء أسعد. حردان منذ الولادة.