بينما كان جبران باسيل يحتفي بترؤسه الاجتماع الأول لمجلسه التنفيذي بعد اصدار سلّة تعيينات اللجان المركزية، متمماً اجراءات بناء الهيكلية الحزبية التي ستقدّم بحلتها النهائية نهاية الأسبوع الحالي على شكل مؤتمر عام هو الأول لحزب «التيار الوطني الحر»، كان نعيم عون يرمي قنبلته الاعتراضية بوجه المولود الحزبي فاتحاً النار على القيادة متمثلة برئيسها، ويعد بمزيد من «الرشقات».
تزامُن الخبرين لم يكن عبثياً ولا صدفة، فقد اختار القيادي المعارض انتهاء الورشة الحزبية، بشقيها الانتخابي والتعيينيّ، كي يُخرج الماء من فمه بعدما حبسه لأشهر عدة كان يأمل خلالها أن تخونه تقديراته و «أن تبرهن القيادة الجديدة عن سعة صدرها ورحابته…»، الى أن قرر قطع الشعرة.
عملياً، ما قام به الرجل ليس سوى خطوة أولى يعرف جيداً أكلافها عليه وعلى العونيين، لكنه مقتنع انّ آخر الدواء الكيّ.. وحان وقته. لم تنفع المعالجات الاستيعابية كي يكون المعارضون جزءاً ولو صورياً من كادر الواجهة في الحزب، ويردون ذلك الى «تذاكي» الموالاة على النظام الداخلي كي يصير على قياس «السلطة الجديدة». ولذا قرر أحد رموز المعارضة خلع القفازات ليخوض مواجهة علنية، على طريقته.
في هذه الأثناء، تضع القيادة الحزبية اللمسات الأخيرة على الهيكلية التنظيمية التي صارت شبه منجزة ويفترض أن تكون مكتملة العقد يوم السبت المقبل، لتشكل مجتمعة أعضاء المؤتمر العام الذي سيلتئم في ذكرى 14 آذار ويعلن قيام حزب «التيار الوطني الحر» بكامل عمارته التنظيمية.
هكذا، يُنتظر أن يصدر عن رئيس الحزب، خلال الساعات المقبلة، تعميم يسمي فيه ثلاثة أعضاء جدد للمجلس السياسي لينضموا الى الستة الذين تمّ انتخابهم يوم الأحد الماضي الى جانب الأعضاء الحُكميين، فيما يقول بعض العونيين إنّ هذه التسميات قد تراعي التمثيل المناطقي والطائفي لـ «التيار»، بحيث يرجحون تسمية عونيين من غير المسيحيين.
كما ينتظر أن يصار الى تعيين ثلاثة أعضاء جدد للمجلس التحكيمي لينضموا الى الثلاثة المنتخبين، على أن يقوم الستة جميعهم بانتخاب ثلاثة اعضاء جدد ليصيروا تسعة، اضافة الى تعيين مفوض مجلس التحكيم.
هذا، وستضم الهيكلية التنظيمية الجديدة سلّة من اللجان الاستشارية المتخصصة التي يقوم رئيس الحزب بتسميتها لمساعدته استشارياً في ملفات محددة، بحيث يتوسع عدد هذه اللجان ويتقلص تبعاً للقضايا المطروحة.
ويضمّ المجلس التنفيذي اللجان المركزية التي يرأسها كل من: منصور فاضل منسق لجنة الأقضية، عمر مسعود منسق لجنة البلديات، مارك ساسين منسق لجنة النشاطات والتشريفات، إيلي ملحمه منسق قطاع الشباب، جوسلين الغول منسقة لجنة شؤون المرأة، الياس حنا منسق قطاع المهن، سعد حنوش منسق قطاع الانتشار، إدكار طرابلسي منسق لجنة الإعلام، باتريك أنطون منسق لجنة الخدمات والتوظيف، عماد مكرزل منسق لجنة العلاقات العامة، رفيق الحداد منسق لجنة المال، نسيب حاتم منسق لجنة الانتخابات، ناهي بعلبكي منسق لجنة المعلوماتية، رالف البستاني منسق لجنة الشؤون اللوجستية، جهاد سلامة منسق لجنة الرياضة، إضافة الى زياد جاموس مسؤول لجنة النشاطات الشبابية وأكرم حلبي مسؤول لجنة المنشآت الرياضية، شادي الكريدي منسق لجنة الموارد البشرية، فضلا عن سمير مسرّة لأكاديمية التيار وماريو شمعون لمشروع الخمسين ألف بطاقة انتساب.
أما المؤتمر العام فسيضم أعضاء المجلس الوطني الى جانب كل الحزبيين المنتخبين وهؤلاء المعينين في مواقع قيادية حيث من المرجح أن يتخطى عدد المشاركين فيه الـ700 كادر برتقالي، وهو لا يتمتع بأي صفة تقريرية وقد ينهي أعماله بسلة توصيات فقط.
وكان باسيل ترأس أول جلسة للمجلس التنفيذي للتيار بحضور نائبيه، وأشار الى «أن المطلوب اليوم هو فعالية وإنتاجية كبيرة لأن التحديات كثيرة، والمسؤولية الملقاة على عاتقنا هي كبيرة أيضاً، وبالتالي فالنجاح هو الخيار الوحيد المسموح، وعلى هذا الأساس سَيكون عملنا مَبنيٌ على مؤشراتِ أداءٍ يحكم عملنا وعمل الأقضية والهيئات المرتبطة بها، وقائمٍ على حوافز للنجاح، لأن الفشل غير موجود في قاموسنا، وعلى الرغم من أن المهمّات كبيرة، لكن التيار الوطني الحر هو على مستوى المسؤولية، وبإمكانه قبول تحدي النجاح المطروح أمامه».
وأَعلن «أن الاستحقاق الأَول سيكون في المؤتمر الداخلي التنظيمي الأول، والمَطلوب، وفي وقت قصير جداً، أن نكون على استعداد لتحضير برنامج عمل التيار الداخلي، كذلك ورقته السياسية، ويَتبعه استحقاق الانتخابات البلدية بعد حوالي الشهرين، والمطلوب الجمهوزية لمرحلة فيها الكثير من الصعاب، وعلينا من خلال بدء عملنا أن نكون تيار الأرض».