Site icon IMLebanon

التيار الوطني الحر يرسب في انتخابات بيروت!

سقط حزب «التيار الوطني الحر» أمس في أول امتحان ديموقراطي حقيقي خلال انتخابات بيروت البلدية والاختيارية. وكانت النتيجة: تياران ولائحتان وخيمتا مندوبين كل في مواجهة الأخرى. والخلاف الذي بدأ يوم الخميس الماضي حول إقصاء مفاوض التيار (الوزير نقولا صحناوي) لهيئة التيار في بيروت الأولى عن المشاركة في تسمية المخاتير المرشحين، انتهى بتدافع وتضارب بين مناصري الحزب الواحد.

أما ساحة المعركة فكانت في منطقة الرميل حيث نصب كل من فريق الوزير صحناوي والهيئة العونية متراسه في مواجهة الآخر. بدأت القصة يوم الخميس الماضي حين خلصت المفاوضات العونية التي كان يديرها صحناوي مع باقي الأحزاب الى إشراك التيار في لائحة المخاتير الائتلافية.

صحناوي أبعد نفسه عن المشهد مكتفياً بالتجول بسيارته

وفيما كانت هيئة التيار في بيروت تنتظر إتمام «الصفقة» لحسم أسماء المرشحين، فوجئت بما وصفته مصادرها «تفرد صحناوي بالتسمية من دون استشارتنا». يومها انتفض أعضاء الهيئة المنتخَبة على ما قال مسؤولوها إنه تجاوز نائب الرئيس للنظام الداخلي الحزبي الواضح من ناحية صلاحيتها في اقتراح الأسماء ورفعها الى هيئة القضاء، لكنها قررت التصويت للائحة التحالف بصيغتها الأصلية مع تعديل بسيط: استبدال مرشح صحناوي على المخترة في الرميل فادي ناكوزي باسم الإعلامي في الـ»أو تي في» إيلي نصار. فناكوزي هو مرشح خاسر في انتخابات التيار الحزبية، ومجرد طرحه بحسب الهيئة هو مسعى لاستفزازها أولاً، في ما عدا إحراجها أمام بعض المرشحين الحزبيين الموعودين بتبنيهم. هكذا أوعزت الهيئة الى مناصري التيار في الأشرفية بالحفاظ على الكوتا المخصصة لكل حزب، مع حرية انتقاء المرشح المفضل لديهم. وسط هذا كله، وقف القيادي في التيار الوطني الحر زياد عبس الى جانب هيئة بيروت بطبيعة الحال، فهو أحد أبرز المساهمين في نجاحها خلال الانتخابات الحزبية. ولأن «القلوب مليانة» منذ ما قبل الانتخابات البلدية بين عبس وصحناوي، نصبت خيمتان لـ»التيارَين» في الرميل وبشكل خاص أمام مدرسة الحكمة، وبدأ مندوبو الطرفين يوزعون لائحتين مختلفتين: صحناوي يلتزم بـ»لائحة السلطة»، فيما للهيئة وعبس لائحتهما المنقحة ما بين شربل نحاس و»بيروت مدينتي» بما يعبّر عن الرأي العام العوني المتململ من التحالف مع «سوليدير». وهو ما قاد الى خلاف حادّ تطور الى اشتباك بالأيدي قبل الظهر ما بين مندوبي صحناوي المستوردين من الدكوانة، نظراً الى أن تيار الأشرفية كله بيد الهيئة، وما بين مندوبي تيار بيروت. أما المشهد «السورياليّ»، فتمثّل بمساندة خيمة القوات اللبنانية لخيمة صحناوي ضد الهيئة المحلية، رافقتها شتائم وتوعد بالإقصاء من الحزب، الأمر الذي دفع بالجيش الى التدخل للفصل ما بين فريقَي العونيين المتصارعين. لم يطل الأمر حتى وصل مبعوثا رئيس التيار جبران باسيل، منسق النشاطات والتشريفات مارك ساسين ومسؤول قطاع الشباب هادي سعيد، وفي جعبتهما رسالة الى الهيئة للملمة «الفضيحة» العلنية: «اخلعوا قمصانكم البرتقالية وأزيلوا لوغو التيار عن الخيمة». سريعاً، رفض تيار بيروت الطلب، مؤكداً أنه «الشرعية الحزبية والشعبية»، فيما الآخرون «معيّنون»، وبالتالي يفترض بالطرف الثاني الانسحاب من الساحة. والطرف الثاني هنا لم يكن يمثل التيار في حقيقة الأمر لسببين: أولاً لأن المندوبين لا ينتمون الى التيار ولا إلى الأشرفية. وثانياً لأن صحناوي أبعد نفسه عن المشهد مكتفياً بالتجول بسيارته، لا الوجود مع الحزبيين على الأرض، لينتهي بالجلوس في مكتبه في مار متر. وقد ظهر هذا الفرق جلياً على أرض الواقع، حيث كان عبس يصول ويجول باستمرار بين الأقلام والحزببين، مقبلاً هذه ومعانقاً ذاك وموزعاً اللوائح المنقحة بنفسه في أقلام الاقتراع. واستطاع ترجمة نشاطه الحزبي في الدائرة منذ ما يزيد على ثماني سنوات في صناديق اقتراع نصار الذي حقق نسبة مرتفعة، على اعتبار أنه «مرشح عوني منفرد في وجه كل محادل الأحزاب، بما فيها التيار الوطني الحر»! إلا أن تمرد الهيئة وعبس وتسجيل الأخير «سكوراً» عونياً جدياً في دائرة بيروت الأولى لم ينزل بسلاسة على قلب صحناوي والرابية. تقول الشائعة إن قرار فصل عبس و10 من المقربين منه بات جاهزاً وينتظر توقيع القيادة الحزبية.