IMLebanon

انتخابات التيار: الشغل ماشي… وفخورون بالأخطاء

أسماء المرشحين الـ2300، تقريباً، إلى الانتخابات الداخلية في التيار الوطني الحر عُلّقت على الحائط الداخلي لمبنى ميرنا الشالوحي، حيث المركز الرئيسي لـ«التيار». بين طبقتَي «المركزية» ومكاتبها، يتنقل المتطوعون «العونيون»، تحضيراً للانتخابات الأحد المقبل.

وتيرة الحركة ترتفع مع تقدم ساعات النهار. أعضاء فريق الوزير جبران باسيل موجودون هنا ويُتابعون تحضيرات الحلقة التلفزيونية التي جمعت باسيل ومرشحي الأقضية، وبُثّت ليل أمس على قناة «أو تي في». إحدى السيدات تنظّف السجاد بماكينة كهربائية. هيفا تُحضر المشروبات الساخنة «بكل حب»، فيما أحد رجال الأمن يتولى نقل علب العصير إلى الطابق العلوي.

في مكتبه في «المركزية»، يجلس نائب رئيس التيار للشؤون الادارية رومل صابر ومسؤول غرفة العمليات ريشار حنا. النظام الداخلي لـ«التيار» حاضر في المكتب المتواضع الذي يطغى عليه اللون البرتقالي، وهو يستعين به لتدعيم كلامه.

قبل ثلاثة أيام، بات قرار منع المرشحين من التواصل مع وسائل الاعلام ساري المفعول. يقول حنا إنّه في الأسبوع الأخير قبل الانتخابات «تبقى اجتماعات غرفة العمليات مفتوحة، وكذلك لجنة الطعون والترشيحات». غرفة العمليات هي عبارة عن «لجان أمن، لوجستي، إعلام، ماكينة انتخابية، ولوائح شطب». المتطوعون موجودون يومياً في «المركزية» منذ السادسة حتى العاشرة مساءً، تقريباً، «وكلما اقتربنا من يوم الأحد، ستزداد ساعات العمل».

يبدأ الحديث بالتأكيد بأنه «نعم نتدخل في تفاصيل الأقضية إذا كان هناك تفاهم. خلاف ذلك لا يوجد تدخل». وعمّا تقوله مصادر «معارضة» عن تدخلات مباشرة لرئيس التيار جبران باسيل في العملية الانتخابية، كحضوره لقاءين عُقدا في المتن وكسروان في كانون الأول الماضي لمحازبي دوائر بيروت، وإعلانه رغبته في أن تنجح اللوائح التي يدعمها نائبه الأول نقولا الصحناوي، ينفي صابر هذه الحادثة: «مش على علمي كان في هيك حكي».

وعن الانتقادات لطريقة إدارة الانتخابات من خلال لجنة الانتخابات وبتّها في الطلبات بعد إقفال باب الترشيح، من دون تحديد النقاط التي على أساسها يُسقط ترشيح الشخص، يقول حنا: «في الأساس أوضحنا أنه بعد ثلاثة أيام من تقديم الترشيح، يُبلّغ الشخص بقبول ترشيحه أو رفضه. ما حصل أنه قُدّم في آخر يوم نحو ألف طلب انتساب». أما بالنسبة إلى الطعون، «فهناك معلومات نجمعها عن المرشح وأخرى يتقدم بها طرف ثالث، ولكن لا يُقبل أي طعن إلا إذا كان مستنداً الى الوثائق اللازمة، كأن يثبت مثلاً انتساب الفرد إلى حزب آخر». أما بالنسبة إلى بطاقات الانتساب، «فبإمكان أي حزبي ورد اسمه على لوائح الشطب التي صُحّحت في آب الماضي أن يقترع بواسطة بطاقة هويته أو جواز سفره، إذا لم يكن يحمل بطاقته الحزبية». يتدخّل صابر سائلاً: «متى كانت آخر مرة شاهدتم فيها حزباً يُنظّم انتخابات في كل لبنان؟ نحن فخورون بالأخطاء التي قد نقوم بها. أحدهم يجب أن يشهد لنا أننا رغم كل الظروف التي تمر بها المنطقة سنجري الانتخابات الداخلية».

وعن صحة عقد لقاء جمع 5 أشخاص بينهم باسيل وصابر لدرس تأجيل الانتخابات بحجة وجود نحو ألف منصب في الأقضية لم يتقدم إليها أحد، وعمّا تردّد عن نية إما لإجراء انتخابات فرعية لاحقاً للمراكز الشاغرة أو ملئها بالتعيين، يستغرب صابر الأمر، مؤكداً أن «الطرح تقدم به أحد المعارضين وتراجع هو عنه بعد أن تحجّج بإمكان عدم إنهاء التحضيرات في الوقت المناسب. ولكن الشباب هنا يعملون لإجراء الانتخابات في موعدها». أما المراكز الشاغرة، فـ«لم نتسلّم بعد التقرير النهائي الذي يُحدد هذه المراكز. ولكن في بعض القرى الصغيرة التي لا يوجد فيها هيئات، قد تُدمج مع قرى أخرى، والمراكز الشاغرة سيُعيّنها باسيل».

يوم الأحد من الساعة التاسعة صباحاً حتى الرابعة بعد الظهر، «سيكون هناك 20 قلماً رديفاً في المركزية مُخصّصة للمناطق البعيدة»، يقول حنا. ويزيد بأن المنظمين «سيقترعون يوم السبت». ويؤكد صابر أنه في انتخابات مجالس القضاء ستكون هناك «10 عمليات انتخابية. أما في هيئات الأقضية فثماني معارك»، وهي أقضية: عكار، زغرتا، الكورة، جبيل، كسروان، عاليه، الشوف، بيروت الأولى، جزين وزحلة. محاولات التوافق «كانت بهدف وأد الخلافات»، إلا أن الهدف الأساسي من الانتخابات يبقى «خلق فريق عمل مُتجانس»، يختم حنا.