IMLebanon

هدنة «المستقبل» و«الوطني الحرّ» مُصطنعة… الحريري «ردّ» دعوة بعبدا وأصاب باسيل

 

ترميم العلاقة مُعقّد…«المستقبل» ذاهب الى الإنتخابات من باب المعارضة

 

بين بعبدا و «المستقبل» «لا سلام ولا كلام «، بل تهدئة سياسية ترخي على العلاقة منذ سفر الرئيس سعد الحريري وانسحابه التكتيكي من الساحة وترك مهمة العمل الداخلي لنواب وقيادات «المستقبل».

 

التهدئة  بين الطرفين خرقها مؤخرا حدثان: الأول رسالة عابرة متعددة الأهداف من قبل النائب جبران باسيل في إطلالة مطلع العام، والثانية الدعوة الرئاسية لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى طاولة الحوار.

 

ومع ان طرح بعبدا للنقاش حول الاستراتيجية الدفاعية واللامركزية الإدارية والمالية والتعافي سقط بالمقاطعة السياسية له، واقتصر التجاوب على رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الذي سيحضر الى بعبدا، إضافة الى زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، فاللافت  ايضا إعتذار الحريري وتماهي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع موقفه الذي اعتبر فيه ميقاتي ان مشاركته في الحوار ستكون كرئيس حكومة وليس بصفة رئيس كتلة نيابية.

 

أما من جهة موقف الحريري، فانه كما تقول مصادره، لم يكن مفاجئا ،حيث تؤكد المصادر ان الدعوة مضيعة للوقت في ظل الأحداث والمتغيرات وسط استمرار الخصومة السياسية، مما يعني مقاطعة «المستقبل» لأي دعوة او مبادرة لفتح صفحة جديدة مع التيار.

 

بحسب المتابعين، فان إعتذار «المستقبل» عن تلبية دعوة بعبدا «طبيعي» في ظل التوتر بين بيت الوسط وبعبدا، كذلك الأمر بالنسبة الى الموقف المستغرب الذي أطلقه باسيل في ٢ كانون الثاني في شأن عاطفته المفاجئة تجاه الحريرية في الإنتخابات.

 

وباعتقاد كثيرين ان موقف رئيس التيار الوطني الحر كان مفاجئا في خطابه الذي هاجم فيه الجميع، حيث لم يسلم أي طرف لا خصم ولا حليف، بدءا من عين التينة مرورا بالحليف في مار مخايل، ومُخصّصاً رئيس حزب «القوات» بانتقاد حاد حيث قال: «جعجع طول عمره أداة للخارج، ساعة مع إسرائيل وأميركا واليوم معروف أين هو وأي أجندة ينفذ».

 

ومع ان كثيرين رأوا ان التصعيد من قبل باسيل هو لاستثارة العواطف وشد العصب المسيحي قبل الانتخابات، الا ان ما لم يتمكن أحد من فك شيفرته هو التهدئة التي هبطت على خطاب التيار الوطني الحر مع رئيس «تيار المستقبل» واستثنائه من الحملة الباسيلية، عندما اعتبر ان أصوات السنة ليست للبيع وان هناك إحباطا سنيا، محذرا بما حصل لدى المسيحيين من العام ١٩٩٠ الى العام ٢٠٠٠، خصوصا ان هذا التصريح  جاء من خارج سياق الأحداث، واسترعى الاهتمام نظرا للعلاقة السيئة بين ميرنا الشالوحي وبيت الوسط.

 

وتؤكد مصادر سياسية ان كلام باسيل مختار بدقة، فهو أتى في سياق دعوة مدروسة لجس نبض «المستقبل» المأزوم سياسيا لاستشراف ردود فعله، كما انه ليس بعيدا عن الأجواء الداخلية المتشنجة بين باسيل ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وفي اطار المزايدة على دعوة بري وجنبلاط ومواقف أخيرة لهما  شددت على بقاء الحريري في السلطة  لأسباب وطنية وسنية قصوى.

 

خطاب باسيل غمز من قناة العلاقة وموقع الحريري بالنسبة الى عين التينة، على الرغم من التمايز السياسي بينهما، وهو عالم بحيثية العلاقة التاريخية بين الحريري وجنبلاط، ومع ذلك قصد الإيحاء ان المشكلة مع «الحريرية السياسية» بين فريقه و «المستقبل»  قابلة للمعالجة والتصحيح.

 

مع ذلك ينقل عن العارفين بما يجري بين الطرفين، ان هدنة «المستقبل» والتيار مصطنعة، وان الكلام عن تهدئة لا مكان له  في الصرف السياسي، فترميم علاقة باسيل – الحريري «مش وقتها» اليوم على الأقل من جهة «المستقبل»، الذي سيذهب الى الإنتخابات بخطاب غرائزي ومتشدد ضد خصومه لجمع الشارع السني، كما ان الترميم لا يصلح بعد التشوهات، وبعد ان وصلت العلاقة في السنوات الأخيرة الى منحى «قاتل ومقتول» بالسلطة، انتهت بهزيمة الشيخ سعد وخروجه من الحكم، حيث ان تنظيم العلاقة ليس مطروحا في ظل القلوب المليانة لدى الطرفين، اذ يعتبر التيار ان الحريري أدار ظهره للتسوية، وان الموقف حصل ردا على أدائه واستدارته المفاجئة صوب «الثورة» والاستقالة وتركه المركب يغرق بالتيار والعهد.

 

«ضربة معلم» باسيل في مؤتمر بداية السنة، تلقفها «المستقبل» بذكاء، والرد جاء بالإعتذار من المشاركة في طاولة حوار، تصفها مصادر «المستقبل» لزوم ما لا يلزم، واكدتان محاولة باسيل مكشوفة لاستعطاف الشارع السني وإظهار نفسه انه  لا يضمر العداء للطائفة السنية ورموزها، وتبرئة ذمته من تهمة إلغاء وضرب «الحريرية السياسية»، وربما في اطار «التزريك» وتوجيه رسائل لحلفائه والتلويح بخيارات بديلة.