Site icon IMLebanon

«التيار الوطني الحر» حريص على تحييد الحريري.. ويحنُّ إلى تمام سلام الـ92

«التيار الوطني الحر» حريص على تحييد الحريري.. ويحنُّ إلى تمام سلام الـ92

عن لغز جلسة 7 آب ولغم الحوار الأخير ومهمة فريق الصقور لإفشال المسعى الرئاسي

تقول المصادر أن قيادة التيار نبهت إلى أن شهر أيلول سيكون فاصلاً في تحديد ما سيكون عليه الحراك في حال استمرار التجاهل..

عبارة واحدة في الكلام الاخير لنائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، لا تزال تثير حيرة المراقبين السياسيين لجهة توقيتها، والأهم عدم مبادرة اي من الاطراف السياسية الى التعليق عليها.

تحدث الشيخ قاسم في لقاء رُتب مع عدد من الوسائل الإعلامية، في سياق حديثه عن الحوار الذي كان قائما بين العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، عن «اتصالات بين الجانبين، وما وصل إلينا من معلومات أنّهما كانا راضيين عن المباحثات الى درجة أنّه تمّ تحديد تاريخ 7 آب الماضي لوصول عون الى الرئاسة، وهما تباحثا في كلّ شيء، من رئاسة الحكومة وقيادة الجيش وقانون الانتخاب، وخرجا بنتائج إيجابيّة وبقناعة مشتركة بأنّ الانتخاب سيحصل في هذا التاريخ».

يكشف كلام قاسم إحدى خلاصات الحوار بين التيار الوطني الحر و«المستقبل»، وهي خلاصات لا تزال قيادة التيار، متى سئلت عنها، تتكتم على غالبيتها رغم كل ما لحق بفشل جلسة 7 آب من زعل وعتب عوني على «المستقبل»، انطلاقا من حرص قيادة التيار الوطني الحر على عدم جعل هذا الحوار، والأهم القناة المعتمدة لهذا الحوار، مادة سجالية تضاف الى مصائب ما يُرمى راهناً في البازار الإعلامي.

يوضح هذا السياق التهادني – الى حد كبير- الذي تعتمده قيادة التيار مع زعامة «المستقبل»، انها تكيل بمقاربتين علاقتها الصعبة بالتيار الأزرق: تحييد الحريري عن أي شظايا قد تنتج من أي سجال أو خلاف، والفصل الواضح بينه وفريقه الإستشاري من جهة، وبين ما يسمّيه التيار «فريق الصقور في «المستقبل» الذي يرمي في كل خطواته ورهاناته وتأزيماته الى إفشال الحوار الرئاسي».

وتعتبر القيادة أن «الازمة الحكومية الراهنة التي نتجت من إصرار مستغرب على تجاهل فريق الصقور هواجس المسيحيين وتطلعاتهم، تأتي هي الأخرى في سياق ضرب أي مجال لحوار رئاسي جديد، والأهم فرض طوق من الأزمات المفتعلة يخنق أي صوت مخالف لموقف الصقور، حتى لو إقتضى الأمر تطويق الحريري نفسه».

وتشير الى أن «لا تفسير آخر لإصرار رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة، ومعه رئيس الحكومة تمام صائب سلام، على التعاطي السلبي مع ملف التعيينات العسكرية، ومن بعده الإصرار غير المفهوم على عقد جلسة الحكومة، سوى أنه يأتي في سياق إضفاء مزيد من التأزيم السياسي سينعكس حكماً على الحوار الرئاسي. وهو مسعى واضح لتطويق أي إيجابية محتملة لهذا الحوار، تماما كما حصل قبيل جلسة 7 آب عندما تعرّض الحوار الرئاسي للقنص السياسي وللتشكيك من كل حدب وصوب، وجرى إستنفار مختلف أنواع قطعات الحرب الإعلامة – السياسية. وإستقدمت لهذه الغاية تعزيزات من خارج تيار «المستقبل»، لا بل من خارج قوى 14 آذار بهدف واحد وحيد هو إحباط الانتخاب الرئاسي.

وتضيف المصادر القيادية أن «هذه الإستراتيجية تكررت في جلسة الحوار الأخيرة في عين التينة، حين تقصّد فريق الصقور شحذ النفوس، بحيث تظهر المواجهة على أنها في البيئة المسيحية، بحيث يظهر بعدها الرئيس السنيورة على الإعلام ليقول ان كلام رئيس التيّار الوطنيّ الحر جبران باسيل «خطر جدا»، وأن «التطرف لا يعيش إلا بوجود آخر»، علماً ان باسيل تحاشى على مدار الجلسة أي مواجهة مع فرنجية ، وكان يوجه معظم كلامه عن الميثاقية بشكل محدد وحصري الى الرئيس تمام سلام الذي، يا للغرابة، إعتصم بصمت مطبق، رغم أنه هو المعني به لأنه رئيس الحكومة المدعوة الى ممارسة اعمال غير ميثاقية، ولأنه من قاطع انتخابات العام 1992 التي فرضها النظام السوري حينها رفضاً لإنتهاك ميثاقية الكيان ولعزل المسيحيين وتطويعهم وضرب قياداتهم فدفع ثمن هذه المقاطعة سنوات من العزلة السياسية، ولأنه قبل كل هذا وذاك إبن صائب سلام الميثاقي بإمتياز».

وتقول المصادر الى أن قيادة التيار سبق أن نبّهت مراراً وتكراراً في الفترة الأخيرة الى انها لن تقف متفرجة على التآكل الذي يصيب حقوق المسيحيين، والى أن شهر أيلول سيكون فاصلا في تحديد ما سيكون عليه الحراك في حال إستمر التجاهل، إلا ان ثمة من لم يأخذ تنبيهنا على محمل الجدّ، حتى وقع الفأس في الرأس، فطار الحوار، والحكومة تكاد. هذا له ولم نصل بعد الى 13 تشرين الأول!