رغم محاولات نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الوصول إلى لائحة توافقية في بلدته أنفة، سقط الوفاق في اللحظات الأخيرة بسبب ما يسمّيه التيار الوطني الحر «خديعة مكاري».
مبكراً، بدأ الحديث عن لائحتين، واحدة يرأسها شقيق مكاري، مكارم مكاري، مدعومة من القوات اللبنانية وغابي دريق، وأخرى يرأسها العميد المتقاعد أمين صليبا مدعومة من التيار والمتمول دوري اللبكي، فيما لم يكن الحزب السوري القومي الاجتماعي قد حسم أمره بعد. أثناء البحث في التوافق، اقترح مكاري سحب شقيقه، رئيس البلدية منذ 18 عاماً، لصالح جان نعمة. سارت الأمور على خير، وانسحب صليبا كذلك مقابل منح اللبكي مقعدين والتيار مقعدين، لتتألف لائحة مدعومة من الجميع، بما فيهم القوميون. وهنا بيت القصيد، إذ يتّهم منسق التيار في أنفة مكاري بأنه «خدعنا. عندما تأكد من انسحاب رئيس لائحتنا أخلّ بالاتفاق الذي منحنا بموجبه عضوين وعضوين للبكي، ولم ينسّق معنا في إعلان اللائحة».
بدوره، يوضح شادي مسيح، مدير مكتب اللبكي، «أننا اتفقنا على سحب المرشحين. وعندما تأخر أحد مرشحينا قبل أن ينسحب الأربعاء، فوجئنا بدولة الرئيس يعلن اللائحة من دوننا. بعدما تأكد من انسحاب رئيس لائحتنا طعمانا الضرب». وأضاف: «نريد تسجيل موقف بإكمالنا المعركة، بعدما خدعنا في الوقت الحرج. لم نستدع موظفينا الناخبين من قطر حيث يعمل اللبكي، بينما قطع مكاري تذاكر للناخبين المحسوبين عليه من أميركا وأوروبا قبل فترة». ويتّجه التيار الوطني الحر إلى سحب مرشّحيه، وترك الحرية للناخبين، فيما عمد مكاري إلى أخذ مرشّح لليسار الديموقراطي على لائحته بدل أحد المنسحبين.
مكاري، الذي يقول عن نفسه بأنه «صحيح آدمي، بس مش قليل»، يشير الى أنه منذ البداية رشح عدداً كبيراً في حال حصل أي إخلال بالاتفاقات. ويؤكّد أن «اللبكي لم يلتزم بسحب المرشحين من خارج اللائحة، وأحدهم لا يزال مرشحاً حتى الآن». وأكّد أن «العونيين هم من تأخروا ليردوا علينا عندما دعيناهم للمشاركة في إعلان اللائحة»، مستغرباً انسحابهم. وأضاف: «لا أريد أن يبقى مرشحون خارج اللائحة، لأن ذلك يؤثر على المرشحين المحسوبين على العرب من تلة أنفة، وحتى لا يتمّ تشطيبهم لصالح مرشحين من خارج اللائحة». كذلك حسم القوميون أمرهم، بالدخول إلى لائحة مكاري بمرشح واحد. ويبلغ عدد الناخبين في أنفة حوالي 7500، ومن المتوقّع أن يقترع منهم حوالي 2500.