IMLebanon

الوطني الحر» يحتاج الى ترميم ما افسدته «البلديات»

التفاهم العوني – القواتي الذي كرسته ورقة «اعلان النوايا» «لم نكن نعلم اهميته الا من حجم العداء الذي احيط به» كما يقول احد القياديين في التيار الوطني الحر»، فالاعلان المذكور الذي حمل بامتياز بصمة الخبير الدستوري والقانوني النائب ابراهيم كنعان، وبصمة المفكر والكاتب ملحم رياشي الذي يشغل موقع رئيس جهاز التواصل والاعلام في القوات اللبنانية، اثار الكثير من الضجيج على الحلبة السياسية مغلفاً بالاستغراب وعلامات الاستفهام كون الجمع بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع كمن يجمع الماء والنار، وهو اعجاز اكثر مما هو انجاز وفق القيادي نفسه. واذا كان الرئيس سعد الحريري قد غمز من الامر في «البيال»، اثر عودته من منفاه الاختياري قائلاً: «يا ريت من 30 سنة عملتها يا حكيم شو كنت وفرت ع البلد»، فان موقفه هذا جاء ردة فعل على تبني جعجع ترشيح الجنرال لرئاسة الجمهورية ناسفاً مشاريع الحريري حيال الاستحقاق المذكور، وان يصل المرء متأخراً افضل من الا يصل.

ويضيف المصدر عينه ان الساحة المسيحية، اثر التفاهم، هي غيرها قبله سواء لجهة العلاقة مع الشركاء في الوطن ام لجهة اهل البيت المسيحي. واذا كان الافرقاء قد سلموا بامر وحدة المسيحيين كمقدمة لترتيب البيت الوطني كون هذه الوحدة ليست موجهة ضد احد بل اشبه ما تكون بعملية جمع الشمل، لاستعادة حقوق المسيحيين التي اهدرت بفعل خلافاتهم واستعادة الاعتراف بدورهم ما يعيد التوازن الذي كان مفقوداً، وتزخيم نشاطهم على الحلبة السياسية والذي قطفوا ثماره سواء لجهة ادراج بند القانون الانتخابي كشرط لعقد جلسة عمومية للمجلس النيابي لاقراره ام لجهة الثبات في ترشيح عون للرئاسة الاولى. ويبدو وفق المعطيات ان شيئاً ما يطبخ لطرد الشغور من القصر الجمهورية، وايصال الجنرال اليه ليكمل نصف ولاية رئاسية اي 3 سنوات، وفق تسريبات من جهات معنية، ربما اعتلمت موقف رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط بقبوله بالسير بعون رئيسا للجمهورية.

وتشير الاوساط الى ان «ورقة النوايا» التي نالت الاعتراف بها من خارج الساحة المسيحية، الا انها شكلت «انقزة» داخل البيوتات السياسية المسيحية التاريخية، فعون وجعجع لم يأتيا من بيت سياسي بل من صلب الطبقة الشعبية، والبيوتات نفسها لا تنسى ظاهرة طانيوس شاهين و«عامية انطلياس» منذ قرنين وقد برز ذلك بشكل واضح في معركة جونية البلدية حيث واجه «التيار» نفس العائلات، كما لا ينسى الرئيس امين الجميل انتفاضة جعجع على «الكتائب اللبنانية» ودوره في صياغة «القوات اللبنانية» التي ولدت من رحمها.

وتقول الاوساط ان التفاهم العوني – القواتي سينتقل الى التدبير رقم 2 المتعلق بتقييم الاداء لدى قواعد وكوادر الطرفين واعتلام الثغر لا سيما انهما تمايزا في بعض المعارك البلدية وتقاطعا في اخرى دون ان يهتز عصب «ورقة النوايا» استعداداً للمرحلة المقبلة سواء لجهة الاستحقاق الرئاسي او الاستحقاق النيابي. ويبدو وفق المصدر نفسه ان قواعد «القوات» الانتخابية من ملتزمين ومناصرين التزمت بتوجيهات معراب بشكل صارم، وهذا ما افتقده التيار البرتقالي الذي شهد تمرداً لدى بعض قيادييه ضد توجه «التيار» وبرز ذلك في خوض النائب نبيل نقولا معركة جل الديب داعماً اللائحة المنافسة للبرتقاليين وكذلك ما حصل في الدائرة الاولى في بيروت التي عصفت فيها رياح زياد عبس ما يشير الى ان قيادة «التيار» بحاجة الى تقييم وضعها الداخلي الذي تدحرج في البلديات قبل الانتقال للتفاهم رقم 2 مع «القوات اللبنانية».