Site icon IMLebanon

التيار: لا مرشّح للقوات على لائحتنا في جبيل

تنتظر القوى السياسية إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية حتى تبحث في تفاصيلها. ولكن يبدو أنّ التيار الوطني الحر حسم عدم تقديم أي مقعد للقوات اللبنانية في الدوائر التي يوجد فيها ثقل للناخبين الشيعة. قضاء جبيل إحدى هذه الدوائر، حيث ستكون لائحة عونية صرف

التحالف بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يُقلق مناصري النائب السابق فارس سعيد في قضاء جبيل. يبدو طبيعياً أن لا يُشكل توحيد جهود هذين الحزبين عامل طمأنينة بالنسبة إلى جمهور سعيد، بعد انتظارٍ دام 12 سنة ليروه من جديد في المجلس النيابي. في زمن الانقسام السياسي العمودي في البلد بين فريقي 8 و14 آذار، كانت قاعدتا القوات اللبنانية وسعيد الشعبيتان تتداخلان.

واعتبرت قيادة معراب نفسها ممثلة بترشيح ابن قرطبا. اتفاق معراب والتسوية الرئاسية الأخيرة عدلا بالموازين. أصبح التيار والقوات يتصرفان على قاعدة أنّ الأحزاب والشخصيات المستقلة إما «تابعة» لهما وإما أن مدّة صلاحيتها قد انتهت. شخصيات 14 آذار غير الحزبية كانت على رأس لائحة «المنكوبين». هذه الهواجس يسمعها سعيد من مناصريه، وخاصة أبناء الجرد الجبيلي حيث ثقله. يسألونه عن خطته لمواجهة هذا التحالف في الانتخابات المقبلة، فيرد عليهم بالجواب نفسه الذي قاله لـ»الأخبار». في جبيل «نعاني من هيمنة حزب الله على القرار المحلي، برز هذا الأمر خاصة في عام 2009».

سعيد: فليرفع التيار والقوات وصاية حزب الله عن مقاعد جبيل

يتحدث عن الانطباع السائد بأنّ «الصوت الشيعي هو الذي يُحدد نتيجة الانتخابات». انطلاقاً من هنا، سيواجه النائب السابق ثنائي التيار ــ القوات بسلاحهما. «نحن ننتمي إلى فريق يعاني من هذه التصرفات (حزب الله)»، يقول سعيد مطالباً رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس القوات سمير جعجع «بما يمثلان من رافعة مسيحية، واستناداً إلى مناداتهما برفع الوصاية الإسلامية عن المقاعد المسيحية، بأن يرفعا وصاية حزب الله عن مقاعد جبيل. وسنكون مستعدين للتعاون». هل تُهدّدهما؟ «نحن أناس مظلومون ومسلوبو الإرادة لا نُهدِّد»، يرد سعيد راسماً ابتسامة ماكرة على شفتيه، قبل أن يضيف، «هناك تحالف اسمه التيار ــ القوات، إذا لم يساعدني من أجل رفع الوصاية، فسأدافع عن نفسي».

ما يخشاه سعيد ومناصروه لا وجود له سوى في خيالهم. فعملياً لم تظهر بعد أي بوادر لتحالف انتخابي بين التيار والقوات سوى في كلام ساسة الحزبين عن نيتهما الترشح معاً. كما أنّ مصادر في تكتل التغيير والإصلاح أبلغت «الأخبار» وجود استحالة في «منح القوات اللبنانية مقاعد في الدوائر التي يوجد فيها ثقل انتخابي شيعي».

في دورة الـ2009، بلغ عدد المقترعين في جبيل 50432 من أصل 75582 ناخباً، ونسبة الاقتراع 66.5%. المسيحيون اقترعوا بنسبة 66.8، نالت منها (في الأقلام المسيحية الصافية) لائحة التيار الوطني الحر 49.1% ولائحة 14 آذار 48.3% (التقدم الوحيد الذي حققه سعيد مسيحياً، كان في أصوات الموارنة فحصل على 49.9% وفي المرتبة الثانية حلّ النائب وليد خوري مع 49.1%). على جهة الطائفة الشيعية، كانت نسبة الاقتراع 67.7%، نال منها مرشحو لائحة التيار 93.1% مقابل 5.5% لـ14 آذار. استناداً إلى هذه الأرقام وإلى التمثيل الشعبي للقوى السياسية في جبيل، يعتبر مصدر محلي في التيار الوطني الحر أنّ «التيار يجذب نصف المسيحيين في جبيل من دون القوات وجمهور 14 آذار. والقوة الانتخابية الشيعية هي أكبر بكثير من تلك التي تملكها القوات». يذكر المصدر ذلك، ليقول إنّ «وجود القوات على اللائحة لن يُشكل إضافة». من الأسباب التي تُعذر ترشيح قواتي حزبي إلى جانب التيار «عدم التزام مناصري الأحزاب باللائحة كاملة. الأرجح أن يُشطّب مرشح القوات». أسماء المرشحين والتحالفات لم تُبحث جديّاً بعد بانتظار الاتفاق على قانون جديد للانتخابات. بالنسبة إلى التيار الوطني الحر، «المرشح الثابت هو النائب سيمون أبي رميا»، الذي نال أعلى نسبة في المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات الداخلية لاختيار مرشحي التيار إلى النيابة. المقعد الثاني «سيكون محصوراً بين النائب وليد خوري والطبيب ناجي حايك».

الصورة غير واضحة بعد على خط القوات اللبنانية. يقول منسقها في القضاء شربل أبي عقل إنّ الحزب لم يبحث التفاصيل الانتخابية بعد مع أي مكون حزبي آخر، بانتظار تبيان القانون الجديد. القوات تُركز عملها حالياً على ماكينتها الحزبية. لم يحسم هذا الفريق إن كان أبي عقل مُرشحه أو لا، على العكس من فارس سعيد الذي يؤكد: «طبعاً أنا مُرشح». ورداً على سؤال إن كان لا يخشى الخسارة للمرة الثالثة، يجيب «أنا والناس حالة خاصة، لن أخسر. وهم لا يريدونني أن أنجح بقدر ما يريدون رفع وصاية حزب الله».

على الرغم من وضعه الصعب انتخابياً نتيجة التفاهمات السياسية وارتياح القاعدة إلى انتخاب «رئيس قوي» للجمهورية، ما من شأنه أن يرفع نسبة المؤيدين للائحة «العهد»، يعتبر سعيد أنه ليس «محشوراً، فمواجهة حزب الله هي مثل داء السكري، تعايَشنا معه». التباين في حديثه بينه وبين سياسة القوات اللبنانية واضحة. يُعبر عن هذا الاختلاف يومياً بتغريداته على «تويتر». وهو اعتبر سابقاً أن القوات استسلمت لحزب الله. ولكن مع قرب الانتخابات النيابية، يصون سعيد كلماته وهو يتحدث عن جعجع وحزبه. يقول: «العلاقة بيني وبين القوات خاصة. تربطني صداقة مع ستريدا وسمير جعجع وتفاهم مع القاعدة القواتية». فعل الصداقة تُرجم يوم الخميس في الوقفة الشعبية التي نظمها سعيد أمام مستشفى مارتين في جبيل لملاقاة جثمان والدة جعجع.