بالنسبة لمسؤولي التيار الوطني الحر فإن كلام السيد حسن نصرالله لا يلزمه توضيح لا من السيد نفسه ولا من خلال ادراكنا انه يعني ما يقول ومعرفتهم بمواقفه لا تأويل فيها سوى لبعض الذين يذهبون الى تفسيرات تخدم مصالحهم ويقول هؤلاء ان من تذهب به الظنون حسب اهوائه اعتدنا عليهم بالرغم من ان فهمنا لكل كلمة يقولها الامين العام للحزب مدروسة بعناية ولا تحمل اي بعد سلبي بل ان التفاهم القائم بين الحزب والتيار بشموليته ليس من الضرورة ان تسبق اي كلمة للعماد ميشال عون او السيد حسن لعقد اللقاءات والاجتماعات فالكثير من الامور الجوهرية تتلاقى مع بعضها بشكل انسيابي وهذا يعود الى الفهم المشترك القائم للقضايا العامة في البلاد وخصوصا السياسية منها.
ويلفت هؤلاء المسؤولون الى ان مسألة الوقوف عند مصطلح ان يكون الجنرال ممرا الزاميا في الانتخابات الرئاسية لم يشكل اية سلبية تذكر لدى التيار الوطني الحر بل اعتبره بابا اوسع من القول ان مرشح الحزب للرئاسة هو العماد عون، ولكن اصرار بعض الفئات على تفسير هذا المضمون دفع السيد نصرالله ليس الى التوضيح انما الى التأكيد بشروحات واسعة ان عون هو المرشح القوي والقادر وهو الممر الالزامي الى قصر بعبدا ان ترشح او لم يترشح، وان اعتقاد البعض من خلال تحريك خياله ان الحزب تخلى عن ترشيح عون للرئاسة هو دليل افلاس يعكس تمسك الحزب بالجنرال حتى اخر لحظة.
ويشير هؤلاء الى ان ذهاب البضع من 14 آذار الى وضع هاتين الكلمتين والعمل على الاتجار بهما كالقول ان السيد نصرالله وضع حدا معنياً لامكانية وصول عون الى بعبدا، فيما اعطاه حق الاعتراض على شخصيات معينة، ففي هذا الكلام البعيد عن المنطق والواقعية يصلح للتسلية واضاعة الوقت ومحاولة زيادة الضغط على سيد الرابية بديلا عن محاولة معالجة ازمات 14 آذار الداخلية وتقويم مشروع محاربة الجنرال الذي تم افشاله لحظة نزول التيار على الارض واطلالة السيد نصرالله والباقي كله مجرد كلام للاستهلاك او ابعاد الصورة عن ازمات البلد واولها النفايات التي اوقفوا لبنان فيه.
ويقول هؤلاء المسؤولين في التيار الوطني ان كلام نصرالله نزل بردا وسلاما على المناصرين الذين فهمو الاشارات بشكل اوسع مما عملت عليه قيادات 14 آذار بعد جهود متواصلة ولكن لب الموضوع هو التالي: ان حزب الله يعتبر العماد عون مرشحه الاول والاخير ولا حدود لدعمه ولا عوائق تحول دون استكمال العمل على ايصاله الى سدة الرئاسة وان العماد عون هو وحده من يقرر ماذا يفعل بترشيحه للرئاسة الاولى وهو وحده ايضا من يحق له الاختيار بالتوافق مع الحزب لأية شخصية يرى فيها الطرفان تخدم خطهما السياسي وتوافقهما الابدي وان حزب الله منذ زمن بعيد اوكل للجنرال عون التصرف بملف انتخابات الرئاسة وان الحزب كان يشير لمحدثيه المحليين والاقليميين بلسان السيد نصرالله الى الرابية اذهبوا الى العماد عون وتحدثوا معه وما يراه مناسبا نحن معه، اذا استمر وذهب الى معادلة الخيار فنحن معه ايضا.
هذه هي الصورة الحقيقية التي وصلت الى مسؤولي التيار ولم يكن من شك انما هي ستصل الى الرابية اما محاولة اللعب لخلق شرخ بين حزب الله والتيار الوطني من خلال تفسيرات ذاتية فإنها مفضوحة ولا لزوم للوقوف عندها لانها «لعب عيال» على حد قول المسؤولين من التيار الذين يرون انه بدل تضييع الوقت على محاولة دق اسفين بين الحليفين ان يعالجوا مشاكلهم الخاصة بدل رميها على الاخرين فالتيار الوطني يعلم علم الاكيد ان معركة ايصال عون للرئاسة هي معركة حزب الله في المقام الاول.
اما مصادر نيابية في قوى الرابع عشر من آذار فتعتبر ان زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف الى لبنان توحي بأن الرجل ومن خلال كلامه عن الساحة اللبنانية يريد التوافق وهذا يندرج ايضا على الملف الرئاسي وهذه رسالة يجب فهمها جيدا انه في النتيجة سوف تجلس السعودية وايران الى طاولة المفاوضات والملف اللبناني من بين ملفات المعالجة وهذا يعني ان يتم التوافق على رئيس لا يكسر الطرفين في 14 و8 آذار لكن مسؤولي التيار انفسهم يضحكون ويعتبرون ان كلام نصرالله لا يمكن ان يعاكسه ظريف والعكس صحيح.