الرئيس الثالث عشر سيكون الأخير في تاريخ لبنان الكبير وجمهوريّة «الطائف»، وأيّ ربع ساعة أخير وما سينتج عنه لن يكون حلاً ولا يعوّل عليه لأنّ الساسة اللبنانيون يملكون موهبة استيلاد سلسلات أزمات متوالية، عاصفة الكذب واللعب بالمجتمع الدولي ليست الأولى إلا أنّها قد تكون الأخيرة مهما أخّر الفرنسي كأس الموت عن شفتي لبنان الذي يعيش في الوقت الضائع منذ العام 1958 وكان بعد فتيّاً، كان واضحاً لمن يرى أنّ لبنان يعيش بالإكراه ولا يزال، وحان الوقت لإعلان موت هذه الصيغة التي قادتنا إلى احتلال إيراني مبطن يترقّب أن ينقضّ كأفعى ضخمة على العنق اللبناني الرقيق!!
ما لا نفهمه، لماذا يريد الرئيس أيمانويل ماكرون أن يستعيد مرارة فشل الدور الفرنسي الذي ذاقه فرنسوا ميتران وسفيره رينيه ألّا، من المدهش كيف أن دولة اخترعت قبل مئة عام «لبنان الكبير» إرضاء للموارنه أبنائها المدلّلين، ترضى أن تلعب دوراً صغيراً في أشهر إحجام أميركي، ألم يفكّر الرئيس الفرنسي أنّ توسّل دور سيدر الدولة اللبنانيّة ومناشدة اللبنانيين «أنقذوا أنفسكم حتى ننقذكم»، من دون التنبّه أنّ لبنان فاقد الحيلة عاجز مقيّد اليدين مختطف على يد إيران و»ثنائيّتها» في لبنان، سبق وجرّب لبنان هذه اللعبة العبثيّة مرّتّين والثالثة على الأبواب!!
المؤسف أنّ دولة بحجم فرنسا قرّرت أن تمدّ حبل العبث والتشدد والرفض لبعض الأفرقاء المستقوين بالسلاح على اللبنانيين والعالم، لم تحفظ الرئاسة الفرنسية ماء وجهها، وبصرف النظر عن «أسفها» لعدم التزام السياسيين اللبنانيين بتعهداتهم للرئيس ماكرون لتشكيل الحكومة «خلال 15 يوما»، كيف لم تنتبه الرئاسة الفرنسية أنّ معظم السياسيين اللبنانيين مدرّبين على التلاعب والتكاذب والمخادعة في الداخل والخارج، وأن عمليّة تشكيل الحكومة في لبنان تأخذ أشهراً طويلة فكيف ظنّ فريق الرئيس الفرنسي أنّ 15 يوماً كافية لولادة حكومة؟
«لم يفت الأوان بعد» جملة المسؤول في الرئاسة الفرنسية هذه تكشف أنّ المشكلة كانت في لبنان وما لم تنفض فرنسا يدها من «الثنائيّة الشيعيّة» الحاكمة بقوة السلاح في لبنان سينتقل الفشل إلى فرنسا، ونظنّ أن الرئيس الفرنسي بغنى عن تحمّل عبء فشل مبادرته والأجدر بمكانته الرئاسية ومكانة فرنسا أن يسحبها في التداول، على الأقل هذا جزاء من يضع يده في يد إيران وجماعتها!!
مدّدت فرنسا مبادرتها يومين آخرين أو أسبوعين آخرين، عقدة وزارة المال ستبقى قائمة، لأنّ الأزمة الإيرانيّة بحد ذاتها قائمة، عندما وقعت إيران الاتفاق النووي مع مجموعة الـ(5+1) واعتبره حسن نصرالله في بيروت نصراً إلهيّاً لإيران، جاءها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومزّق الاتفاق على مرأى من العالم، لا تريد إيران أن تكرّر تجربتها في التفاوض مع المجموعة الأوروبيّة نيابة عن الأميركي، تضع إيران رأسها برأس الأميركي، من السخرية بمكان أن يظنّ ماكرون أن إيران ينوب عنها «الثنائي الشيعي» ستعطيهم أوراق اللعب اللبنانية المحبوسة في يدها وتهديهم إنتصاراً على طبق احتلالها للبنان!!
لبنان ذاهب باتجاه الفوضى لتعبئة الفراغ السياسي، ونُذر الحرب تلوح في الأفق اللبناني، لبنان على وشك الانهيار والحرب حاجة لإعادة خلط الأوراق، وما يحدث في المنطقة إعادة توزيع لدويلات، وحجم ومكان وعدد دويلات لبنان لا يزال ضائعاً على خارطة تقسيمات المنطقة!