«قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد … لكم دينكم ولي ديني» صدق الله العلي العظيم بتنزيله!
فهل نصدق نحن بالاقتداء بآياته!؟
مع ذلك سنذهب جدلا الى الافتراض ان الكاريكاتور الذي يصوّر او يسخر من النبي محمد جريمة!
فهل هي جنحة ام جناية!؟
ولو افترضنا جدلا انها جناية، فما هي عقوبتها!؟
هل تكون غرامة مالية مثلا، ام اقفال مؤقت للمؤسسة الناشرة، أو اقفال دائم ونهائي!؟
ولو فرضنا جدلا أيضا ان عقوبتها الاعدام!
فمن هو الطرف المكلف بإصدار الحكم!؟
ومن هي الضابطة العدلية التي يناط بها تنفيذ العقاب!؟
هل هذا من صلاحيات قضاء الدولة التي حصلت فيها الجناية، ام ان مهمة احقاق العدالة وانزال العقاب هي من صلاحيات الشريعة الاسلامية التي يفترض الاسلام السياسي ان تسود احكامها العالم اجمع!؟
ومن هي الحكومة العالمية العابرة لحدود الدول، التي تنبثق عنها هذه المرجعية الشرعية لتطبيق احكام الاسلام!؟
وماذا عن تنزيله تعالى في آياته: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ».
ومن هي الهيئة القضائية لهذه الشريعة التي تفتي وتصدر الفتاوى والاحكام!؟
ومن يتولى تنفيذ العقاب!؟
والسؤال هنا عن سيادة الدول؛ أي حق الدولة بتنفيذ قوانينها والزام مواطنيها والمقيمين فيها بالخضوع لها، هل هذا الحق يحترمه المسلمون عامة، وتحترمه الاقليات المسلمة في المجتمعات ذات الأغلبيات من عقائد أخرى!؟
وماذا حل بالقاعدة الفكرية الاسلامية، لو اعتبرنا فعلة رسوم النبي الكاريكاتورية كفرا صافيا، القاعدة التي تقول «ناقل الكفر ليس بكافر» ومن أحلّ الغاءها، لتصبح العقوبة ليس فقط لمن انشأ الجناية بل لمن نقلها او استعاد ذكرها!؟
ومن ابطل مفعول آيته التي تقول: «وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ … فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ…»
ولو سلمنا جدلا بكل ما سبق انها جريمة تستحق الاعدام، متجاوزين، سيادة دول العالم، واحلال غضبنا مكان قضاء الدول واحكامه وعقوباته!؟
ولو سلمنا ايضا تجاوزا ان مهمة تنفيذ العقوبة يمكن ان يتنكّبها أي مؤمن مأزوم هامشي يريد مرضاة الله والدفاع عن نبيّه، فكيف يكون العقاب بذبح بريء يصلي، قد يكون لم ير الصور المسيئة لنبي الرحمة، وحتى لم يسمع بها!؟
وماذا حل بحكم الله من ان «لا تزر وازرة وزر اخرى» (آية قرآنية).
هل يعي الاسلام السياسي واجهزة مخابرات الدول التي تتلطى وراء هذه الاعمال الارهابية والاجرامية أن الناس والمسلمون خاصة يميزون في عصر ثورة المعلومات والعولمة، الحق من الزيف، والمقاصد النبيلة من الدسائس الدنيئة.
المسلمون اليوم يعرفون ان النجاسة تختبئ في اعمال تدعي القداسة!
ويدركون ان المخابرات لا تدافع عن نبي! ولا تدخل قضية الا لتستعملها مطية!.