IMLebanon

لبنان يدوّخ الرئاسة الفرنسية  

 

فرنسا وشعبها غارقة في مواجهة وباء يفتك بشعبها، لم يعد في مستشفياتها متّسعٌ لمصابين بكورونا ولا أسرّة للحالات الحرجة منهم في غرف العناية الفائقة، وهي تنقل الحالات المستجدة منهم بالطائرات إلى ألمانيا، وسط حالة كارثيّة يعيشها الشعب والدولة الفرنسيّة، وبدلاً من أن يتوجّه «الطّقم المنظوم» الحاكم في بلادنا التعيسة بجزيل الشكر لفرنسا ورئيسها على تمسّكه الشّديد بإنقاذ لبنان وشعبه واستفادته من المليارات المرصودة لإنقاذه اقتصادياً من حالة الانهيار التي يعيشها، هزّ تفجير مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب وجاء أيمانويل ماكرون إلى بيروت «طبطب» على جراح اللبنانيين المتروكين لمصير أسود لا يبالي به حتى أصغر مسؤول في هذه الدولة، فماذا كانت النتيجة؟!

 

لا نجد مفرداً غير «العهر» نصف به ممارسات هذه الدولة منذ 4 آب وحتى اليوم، بوقاحة شديدة عمدت إلى استغلال مبادرة الرئيس الفرنسي واستخدامها ستاراً تختبىء خلفه لتمتصّ غضب الشعب المفجوع بموت أبنائه وخراب بيوته وتبخّر جثث أحبائه، سلطة بخبث وحقارة شديدة لاوعت وناورت ولم تتردّد في استخدام رئيس دولة كبرى والاستخفاف بمبادرته كلّ هذا من دون الوصول حتى إلى تعيين موعد الاستشارات النيابيّة، سلطة تساوم لمصلحة جبران باسيل فقط فيما دماء اللبنانيين كانت لا تزال تحت أنقاض وعلى جدران بيوتهم، وفوق هذا لا تزال تناور وبكلّ أنواع الخسّة التي لم نعرف حقبة سياسيّة مماثلة لها!!

 

ربّما العقدة التي لم تفهمه الرئاسة الفرنسيّة حتى الآن إلى أن موضع اهتمام الرئاسة اللبنانية هو مصلحة صهر العهد جبران باسيل وليس ما تقتضيه مصلحة لبنان، وعلى جميع الفرقاء في لبنان أن يسلّموا للصهر الذي لا يتوانى عن بعثرة ما تبقّى من لبنان ليكون الجميع مأتمرين بتعليماته!! ولأنّ الرئاسة الفرنسيّة لم تفهم حتى الآن مربط الفرس اللبناني أرسلت موفدها مجدداً إلى لبنان ليتلو مزموراً لا يأبه له أحدٌ من جوقة السلطة في لبنان، ومجدداً شدّد الموفد الفرنسي باتريك دوريل على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة اختصاصيين من غير المنتمين حزبيا ـ هل هناك أوضح من هكذا تفسير ـ لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة لوقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت، وأن المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي سينعقد في باريس مرتبط بتشكيل حكومة جديدة، للمفارقة تتضارب المواعيد بين توقيت حزب الله الأميركي وبين المؤتمر الدولي لإنقاذ لبنان الباريسي، حزب الله عينه على 16 كانون الثاني في البيت الأبيض، ولبنان قد اقتلعت أجندة إيران ومصالحها عينيه!!

 

إسمحوا لنا، من الآخر، وحده المواطن الأبله الذي تنطلي عليه هذه المناورة الكيدية المسمّاة تشكيل حكومة مهمّة أو سواها، كلّ فريق من «الطقم المنظم» يبحث عن مصالحه الشخصيّة، و»الثنائيّة الشيعيّة» تتفرّج على هذه المناورة الشمطاء الحمقاء، في كلّ مرّة تنصب نفس الفخّ للرئيس سعد الحريري يبيعه أحد طرفيها حلاوة التسمية فيما الآخر لا يُسمّيه ويرمونه وحيداً ليعطّل جبران باسيل نيابة عن الجميع مهمّته العاجلة لـ»إنقاذ البلد» ويجلسون يتفرّجون عليه.. هذه المناورة العقيمة تحتاج إلى صدمة حقيقيّة يتحوّل فيها الحريري إلى صانع اللحظة والمشهد ومُخرِجه، بأن يرفع صوته عالياً معلناً الاعتذار عن المشاركة في خداع اللبنانيين وخداع صديقه أيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، حان الوقت لمشهد الكذب الطويل هذا أن ينتهي، و»ريتو عمرها ما تكون حكومة ولا مؤتمرات ولا مساعدات» وليشرب جبران باسيل السمّ الذي يطبخه!