IMLebanon

خيبة الأمل راكبة جمل

 

 

لم تكن خيبة الأمل اللبنانيّة تحتاج إلى التأكّد من نهاية «الطّحشة» الفرنسيّة على هذا الشّكل، بل لم تكن خيبة الأمل اللبنانيّة بحاجة إلى خيبة أمل الرئيس المكلّف سعد الحريري من حليفه الفرنسي الذي لم يكن يعلم حتى تاريخ كتابة هذه السّطور ما إذا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان سيزوره في بيت الوسط، أو ما إذا كان سيرسل له السفير الفرنسي امتعاضاً من عرقلة تشكيل الحكومة، بل لم تكن خيبة الأمل اللبنانيّة محتاجة إلى تفجير مرفأ بيروت في 4 آب لتدرك أن لا أمل بهذه الدولة ولا بأيّ حراك حقيقي تقوم به بعد تدمير نصف العاصمة، في أي دولة أخرى ولأي حادث يصنّف كبيراً يصيب منطقة ما منه يتحرك فوراً رئيس الجمهوريّة ليزور المنكوبة وتفقد سكانها، خيبة أمل اللبنانيّين قديمة جدّاً، وهي لا تشبه أي خيبة أمل بل هي كما يقول عنها المثل المصري «خيبة الأمل راكبة جمل»، وهذا يعني أنّ الرائي يستشرفها من بعيد.

 

هل كان يحتاج الرئيس سعد الحريري كلّ هذا الوقت ليتأكّد أنّ الفرنسي لا دور له يذكر في لبنان، وأنّه منذ وضعت أميركا يدها على المنطقة يتأرجح الأمر بين كوارث تكرّرت واضحة منذ العام 1958 و1975 و1982 وعندما رفعت أميركا يدها عن المنطقة وتقهقرت دفعنا في لبنان أثماناً متتالية من حروب شوارع حتى الانتحار الكبير عامي 1989 و1990 الذي كان كافياً ليعرف الرئيس الحريري أن الفرنسي لم يعد له مكان في لبنان وأنّ الاستثمار فيه مجرّد ورقة إنتخابيّة تُدعى حماية المسيحيين، كذلك فعل الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان عام 1980 في حرب زحلة، وكذلك فعل الرئيس فرنسوا ميتران في حماية الجنرال ميشال عون، وكذلك فعل الرئيس الراحل جاك شيراك وكذلك فعل ماكرون فأمامه طموح ولاية رئاسية ثانية، وعندما تفرّغت أميركا عام 1991 للعراق حتى العام 2003 عاد لبنان ليدفع ثمن هذه الفاتورة منذ العام 2005 وحتى الأمس، ولكن ماذا الثمن الذي سندفعه بعد اليوم الأربعاء؟!

 

وبصرف النّظر عمّا يحدث على الخط السّعودي ـ السوري، وبالرّغم من أنّ خيبة الأمل فيه أيضاً «راكبة جمل» ولكن للسعودية العائدة بعد فشلها في اليمن علّها تجد وساطة عند جثّة نظام قتل الشعب السوري مثلما قتل الشعب اليمني، على الأقلّ نحن في لبنان نعرف أن نظام بشار الأسد مات وانتهى بالنسبة للبنانيين، وإيران لن تترك «فتفوتة عظم» للسعودية في سوريا التي دفعت فيها دماءً إيرانيّة ومرتزقة، لن تجد السعودية شيئاً عند بشار الأسد، لا وساطة ولا سواها هو صنم موضوع في قصر ومتى فكّر حتى بالتحدث سيرمى في النار ويؤتى بسواه، فقط هو يجيد الإبتزاز وقد ينجح في استنزاف ما يقدر عليه من المال السعودي، وحده الدبّ الرّوسي يتفرج فلاديمير بوتين سيعيد الدّمية بشار الأسد رئيساً، ولبنان ذاهب إلى الفوضى الكبرى أخشى ما نخشاه أن تكون فوضى على طريقة 6 شباط الشهير، والعياذ بالله.