Site icon IMLebanon

فرنسا ولبنان

 

 

هذه المرة تناول اللقاء، من بعيد، مع الديبلوماسي الغربي، عاشق لبنان، مواقف الخارج من «اللحظة اللبنانية الحرجة»، وتشعب الحديث كثيراً، متناولاً واشنطن وبرلين وموسكو والفاتيكان… لا سيما باريس التي وددتُ أن أضع القارئ بخلاصة رأي الصديق في موقفها وهو الأكثر خبرة بهذا الموقف. وانتقي نقطتين مهمتين من مجمل أمور وقضايا أثرناها.

 

الأولى – حول الترسيم المائي بين لبنان وفلسطين المحتلة، يرى الديبلوماسي الغربي أن باريس تلمس لدى الجانبين رغبة حقيقية و»اقتناعاً جدّياً» لحل عقدة الترسيم، إلا أن الظروف الداخلية لكليهما، وخصوصاً لدى الجانب العبري، تضغط في اتجاه العرقلة، وأقله مسألة التوقيت المرتبطة بالاستحقاق الانتخابي (الكنيست). أما في لبنان فثمة «أفرقاء غير قليلين» يلاقون دعماً عربياً ودولياً (أوروبي غربي وأميركي) لا يريدون تمكين الرئيس عون من تحقيق أي عمل يرقى إلى مستوى الإنجاز، وبالذات أن العهد في أسابيعه الأخيرة.

 

وماذا عن شركة «توتال»؟ يجيب: لديها «كارت بلانش» من قصر الأليزيه للتجاوب مع المطلب اللبناني، ولكن الأوضاع أكثر تعقيداً مما يعتقد الكثيرون عندكم (…).

 

وقال: في تقدير و»معلومات» فرنسا أن إسرائيل وحزب الله يتهيبان الموقف ولا يريدان المواجهة الحربية «لأن ثمنها غالٍ جدّاً عليهما»، وهي على تواصل «بشكل أو بآخر» معهما، ويهمها أن تُذلَّل الصعوبات ولكن ليس على حساب لبنان، مع عدم «المبالغة في المطالب» أياً كان مصدرها.

 

الثانية – الاستحقاق الرئاسي. قال الديبلوماسي الغربي عاشق لبنان: بعد مرور أسبوعين على الدخول في المهلة الدستورية، ليس لباريس مرشّح تسعى لإيصاله إلى قصر بعبدا، ولكن لها نظرة «لا تفرضها على أحد» تميّز (ولا تفاضل) بين المرشحين «المعلَنين والمضمَرين»، وهي مهتمة بالمواصفات أوّلاً، ولعل ما ذكره الكاردينال البطريرك الراعي من مواصفات يلتقي كثيراً مع النظرة الباريسية، وأهمها رئيس «قادر على لمّ الشمل» اللبناني، كي لا يبدأ عهده بالمشاكل والإشكالات، «فيولد متعثّراً».

 

وفي الخلاصة السريعة يحدد الديبلوماسي ثلاث نقط فرنسية : 1 – هل تدرك القيادات اللبنانية المدنية وغير الزمنية خطورة المرحلة ودقتها؟ 2 -التنسيق الفرنسي – السعودي بشأن لبنان يتقدم «ببطء». 3 – فرنسا معنية بأمن لبنان واستقراره (…).