IMLebanon

فرنسا «تبارك» زعامة تيمور جنبلاط

كثرت التغريدات التي عبّر فيها النائب وليد جنبلاط عن «قرفه» من السياسة وحاجته إلى الابتعاد وتسليم الامانة إلى نجله تيمور. وهو منذ فترة ليست قصيرة بدأ تحضير البيئة الداخلية، على المستوى الدرزي وعلى المستوى الوطني، لهذا الانتقال في الزعامة الجنبلاطية. إلا أن البارز في استكمال عملية الانتقال، زيارته الاخيرة إلى فرنسا واللقاء الذي عقده مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في قصر الاليزيه.

لم يرشح الكثير من المعطيات عن لقاء جنبلاط ـ هولاند، علماً أن رئيس «اللقاء الديموقراطي» أرسل موفدين إلى حلفاء «لا تؤثر في تحالفه معهم عوامل الدهر السياسي»، ومنهم الرئيس نبيه بري وآخرون، واضعاً إياهم في أجواء لقائه هولاند، مما دلل على أهمية زيارته الباريسية. فما الذي رشح من لقاء هولاند ـ جنبلاط حسب زوار العاصمة الفرنسية؟

تقول المعطيات إن وليد جنبلاط أبلغ هولاند «أن ما يهمه الآن حماية طائفته من الصراع المذهبي الدائر في المنطقة بين المكونين الاسلاميين المتناحرين السنة والشيعة، وهذا الامر يحتم عليه تأمين انتقال هادئ وسلس ومريح من زعامته الى زعامة ابنه تيمور في قيادة الطائفة الدرزية».

تضيف المعطيات أن جنبلاط تابع قائلا: «في ظل هذا الصراع، أنا حريص على إبقاء طائفتي وإبني تيمور على مسافة واحدة من هذين المكونين في المنطقة عامة وفي لبنان خاصة، ولا استطيع ان اجعل تيمور يتحالف مع هذا المكون أو ذاك بل اريده ان يبقى على مسافة واحدة منهما». أضاف: «لهذا فإنني بحاجة إلى طرف دولي لرعاية زعامة تيمور في مسيرته الجديدة المنتظرة، وأنا أتطلع إلى فرنسا وإدارتها لتأخذ دور الحاضن له ولزعامته».

وبحسب المعطيات الباريسية، فقد رد هولاند، في المقابل، بالتأكيد لضيفه على «حرص فرنسا خاصة، والمجتمع الغربي عامة، على وجود الاقليات في منطقة الشرق الاوسط وحمايتها». كما نقل له حرص بلاده على «دعم مسيرة زعامة نجله تيمور التي تمثل امتداداً للزعامة الجنبلاطية التي تتسم بالاعتدال والاتزان، والتي أثبتت قدرتها على التعاطي بحكمة ودراية مع الازمات التي مر بها لبنان والمنطقة وجعلت من نفسها نقطة توازن وطني وجسر تلاقٍ بين المكونات اللبنانية».

وتشير المعلومات الى ان «جنبلاط سأل هولاند عن رأيه بالموقف الاميركي الذي أعلنه وزير الخارجية جون كيري المتضمن ضرورة التفاوض مع الرئيس السوري بشار الاسد والذي انتقده جنبلاط بشدة. وكان فحوى جواب هولاند أن كيري أحرجنا في هذا الموقف، لكننا لا نجد أنفسنا كإدارة فرنسية ملزمين به ولا يعنينا بشيء، وبالتالي لن يغيّر من موقفنا المبدئي تجاه النظام السوري ورئيسه».

أما عندما سأل جنبلاط عما يمكن أن تفعله فرنسا لحلحلة بعض القضايا اللبنانية، فكانت المفاجأة أن هولاند أبلغه أن اهتمام فرنسا منصب حالياً على الوضع الخطير في ليبيا، «لاًن فرنسا تعتبر نفسها معنية بالامن القومي الاوروبي، وهي تشعر أن الخطر التكفيري الارهابي أصبح قادماً إلى أوروبا وعواصمها من ليبيا. لذلك، يبقى الحوار الداخلي، أياً كانت نتائجه، هو ملاذ اللبنانيين لتقطيع مرحلة صعبة جداً ممتدة منذ خمس سنوات، ومن غير الواضح إلى أي مدى ستطول، ما دامت الإرادة اللبنانية غير متوفرة في اتمام الاستحقاقات، الرئاسية منها والنيابية».