تبلّغ لبنان دعوة رسمية من فرنسا والاردن معا لحضور “المؤتمر الدولي حول ضحايا العنف الاتني العنصري والديني في الشرق الاوسط” الذي يفتتح أعماله وزيرا خارجيتي فرنسا لوران فابيوس والاردن ناصر جودة في الثامن من الشهر الجاري في باريس في مركز المؤتمرات التابع لوزارة الخارجية الفرنسية.
وأفاد مصدر ديبلوماسي في باريس “النهار” ان هذا المؤتمر كان قد تقرر اثر دعوة فرنسا مجلس الامن الى مناقشة هذه المسألة، وشارك فيه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي ألقى كلمة ركز فيها على خطورة الضحايا الناجمة عن هذا النوع من العنف الذي يمارسه “داعش” والتنظيمات الارهابية الاخرى.
وأشار الى أن 60 دولة ستشارك في أعمال هذا المؤتمر الذي سيعقد ليوم واحد، وسيمثل باسيل لبنان. أما بالنسبة الى بقية الدول العربية فلم تبلّغ بعد عن مستوى حضورها، وهي الامارات والبحرين وقطر والعراق. وعلم أن الاردن سيتمثل بوزير الخارجية. ويمثل الامين العام لجامعة الدول العربية مدير مكتب الجامعة في بيروت السفير بطرس عساكر.
أما الدول الاورويبة فهي ايطاليا واسبانيا وسويسرا والدانمارك وهولندا وسلوفاكيا وقبرص وايرلندا وماليزيا وأنغولا والصين واليابان وبريطانيا، وستتمثل على مستوى وزير خارجية.
وتوقع المصدر صدور وثيقة “ميثاق عمل” تتضمن التدابير الكفيلة “بالتصدي للتحديات الملحة، ولا سيما على الصعيد الانساني، وتشجيع عودة السكان النازحين من دولهم على نحو دائم”. وقال: “يرمي الميثاق ايضا الى صون التنوع من خلال الترويج لحلول سياسية تشمل الجميع والى حماية التراث الثقافي. كما يرمي الى مكافحة افلات مرتكبي الجرائم من العقاب، علما ان بعض الجرائم يدخل في خانة جرائم حرب وأخرى ضد الانسانية.
وعرض لبرنامج المؤتمر، موضحا أنه سيبدأ بجلسة عامة من الثامنة الى الحادية عشرة قبل ظهر الثامن من آذار، وستقتصر على رؤساء الوفود يرافقهم مندوب واحد. ثم يلي ذلك ثلاث طاولات:
الاولى انسانية تعالج تسهيل العودة الدائمة والآمنة للنازحين.
الثانية قضائية وموضوعها مكافحة الافلات من العقاب، برئاسة باسيل.
الثالثة سياسية من أجل تشجيع التنوع ا لثقافي والسياسي بمشاركة جميع الاطراف.
وينتقل المشاركون في المؤتمر لاتخاذ الصورة التذكارية في الكي دورسيه، ثم يقيم فابيوس مأدبة غداء تكريمية ويختتم الحدث بمؤتمر صحافي مشترك لفابيوس وجودة.
وأفادت معلومات ان باسيل سيلتقي عددا من المشاركين على هامش أعمال المؤتمر، في مقدمهم فابيوس، وسيكون الوضع الناشئ في البلاد محور بحث لجهة مكانته ومدى استقطابه ومدى تأثيره على التغيير السياسي، وخصوصا لجهة انتخاب رئيس للجمهورية.
ويجدر التذكير بأن باريس تسعى منذ بداية الازمة الى اقناع الافرقاء بالاسراع في انتخاب رئيس، لكنها فشلت في الاتصالات اتي أجرتها مع كل من الرياض وطهران والفاتيكان ودول كبرى أخرى بعيدا من الاضواء، ومع أفرقاء محليين فاعلين. وقد ارسل الرئيس فرنسوا هولاند السفير جان فرنسوا جيرو في رحلات مكوكية الى عواصم القرار من دون نتيجة. وأوفد الرئيس الفرنسي السفير ايمانويل بون الى بيروت، وهو الذي كان يدير الاتصالات في شأن الاستحقاق الرئاسي من قصر الاليزيه بصفته المسؤول عن شؤون الشرق الاوسط، قبل نقله الى بيروت، وهو متعمق في هذا الملف وله اقتراحات للمعالجة درسها مع المسؤولين اثناء مشاركته في الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا الشهر الماضي في باريس.