Site icon IMLebanon

مخاوف فرنسية ورئاسية من تطورات أمنية تنسف التأليف

 

تجري اتصالات بعيدة عن الأضواء بين بعض القوى السياسية الحليفة والمتخاصمة على خلفية توزيع الحقائب الوزارية والمداورة والتوافق في ما بينهم على هذه المسائل التي باتت محور تجاذب سياسي وخلافات حتى بين الفريق الواحد وهذا ما أدى إلى تكثيف الإتصالات، حيث علم أن حقائب سيادية وخدماتية تم حسمها لبعض الأحزاب المتحالفة ومنهم من تنازل عن البعض منها لصالح حلفائه بغية تجنب أي انقسامات أو صدامات وصولا إلى مرحلة التحالفات الإنتخابية المرتقبة.

 

من هنا، فإن لقاءات الموفد الفرنسي وفق المعلومات المستقاة من مصادر سياسية بارزة، تؤشّر إلى أن الأيام القليلة المقبلة، وتحديدا الأسبوع المقبل ستكون مفصلية على صعيد تشكيل الحكومة، وربما خلال الأيام العشرة المقبلة وإلا ستبقى حكومة تصريف الأعمال حتى نهاية العهد.

 

ولكن وفق ما ينقل عن المقربين من القرار الفرنسي، فإن الإتصال الأخير بين الرئيسين ميشال عون وايمانويل ماكرون، تناول ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة كي يحدّد بشكل نهائي وحاسم موعد مؤتمر الدعم الدولي للبنان ، ذلك أنه  لا يمكن وفي ظل الحكومة الحالية أي حكومة تصريف الأعمال، تقديم أي مساعدة دولية للبنان كما يشير أحد الوزراء السابقين، والذي أكد أنه ليس من صالح رئيس الجمهورية أن ينهي الثلث المتبقي من عهده دون حكومة، ولهذه الغاية بدأ يضع اللمسات الأخيرة لتسمية الوزراء المسيحيين من قبله ومن الطبيعي سيطلب من صهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل التجاوب والتراجع عن رفض أسماء المرشحين لدخول الحكومة من قبل التيار أو المقربين منه، في حين أن الرئيس المكلف سعد  الحريري أيضا ، لا يمكنه أن يناور أو يتأخر أكثر في تقديم ما لديه من أسماء لأنه هو الآخر محشور كما رئيس الجمهورية أمام معاناة الناس والأوضاع الإقتصادية المتردية.

 

واستطرادا، يكشف الوزير السابق عن معلومات تشي بحصول تطورات في المنطقة وربما في دول مجاورة في ظل عدم حسم النتائج الإنتخابية في أميركا وحيث ذلك قد يؤدي إلى قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمغامرة عسكرية في سوريا أو إيران، وهذا ما سيرتدّ على الداخل اللبناني ويؤدي الى خربطة الوضع اللبناني سياسيا وأمنيا ، إضافة إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمالية وعندئذ يتفرمل التأليف .

 

ويضيف الوزير السابق أنه في حال حصلت تطورات عسكرية نظرا إلى تقارير ديبلوماسية وأمنية تتناولها جهات عديدة في لبنان والمنطقة ، فقد بات لدى رئيسي الجمهورية والمكلف معطيات كافية حيال ما يمكن أن يحدث، وهو الدافع الاساسي وراء الاستنفار الفرنسي، لأن  الرئيس ماكرون والذي يدرك ما يحيط بهذا البلد من تطورات ومخاوف، وفي ظل إفلاسه المالي وتردي أوضاعه الإجتماعية ، يجهد لتكون هناك حكومة ويأتي بعدها المؤتمر الدولي مما يساهم بالحد الأدنى من ألأضرار السياسية والمالية، وهو  ما سعى اليه موفده باتريك داريل خلال  لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين لإعادة إحياء المبادرة الفرنسية.